"سوريا الديمقراطية" تطرد تنظيم داعش الإرهابي من آخر جيوبه شرقي البلاد
خرج 4900 شخص بينهم 470 مقاتلا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية منذ يوم الإثنين من الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إلى "خروج 4900 شخص من جيب التنظيم خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من ضمنهم 470 من عناصر التنظيم".
وقال المرصد إن غالبية المدنيين هم عائلات المقاتلين وقد تم نقلهم بواسطة عشرات الشاحنات التابعة لقوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، في حين قال عبد الرحمن إن آخرين غادروا المنطقة بسياراتهم الخاصة.
وقد توجّهت القافلة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في محافظة دير الزور حيث تقلّصت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى نحو عشرة كيلومترات مربّعة، بحسب المرصد.
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، منذ أيلول/سبتمبر بدعم من التحالف الدولي عملية عسكرية ضد آخر جيب للتنظيم بالقرب من الحدود العراقية، وتمكنت من السيطرة على الجزء الأكبر من المنطقة، فيما بات ينحصر وجود الجهاديين في بقعة محدودة.
وفي الأسابيع الأخيرة تمكّنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على بلدتي هجين والشعفة وقرية السوسة، أبرز مناطق الجيب الأخير.
وقال عبد الرحمن إن "قوات سوريا الديموقراطية تمكّنت من تحقيق تقدم مهم واستراتيجي في المنطقة، عبر تقدمها وسيطرتها على نحو نصف بلدة الباغوز فوقاني، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في سوريا عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات".
وبحسب المرصد فقد ارتفع إلى 26,950 عدد الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة منذ مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم "نحو 1770 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين".
وقال مدير المرصد إن "التنظيم بات منهاراً بشكل كبير، ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر"، لكن هناك مقاتلين "يرفضون الاستسلام، في الوقت الذي سلم المئات أنفسهم خلال الـ24 ساعة الأخيرة لقوات سوريا الديمقراطية".
وعلى وقع عمليات عسكرية عدة، خسر التنظيم المتطرف في السنوات الأخيرة غالبية المناطق التي أعلن منها "الخلافة الإسلامية" في سوريا والعراق في 2014. ولم يعد يسيطر سوى على جيوب متفرقة في سوريا.
وبالإضافة إلى الجيب الخاضع لسيطرته في شرق سوريا يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قسم من البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى دير الزور، حيث تدور مواجهات متقطّعة بين مقاتليه من جهة والقوات النظامية وتلك المتحالفة معها من جهة أخرى.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 19 كانون الأول/ديسمبر أن الولايات المتحدة قد ألحقت مع حلفائها "الهزيمة" بتنظيم الدولة الإسلامية، وأمر بسحب القوات الأميركية من البلاد.
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وكالات