تحركات مشبوهة لإنقاذ رقبة مليشيا الحوثي من المقصلة
فاجأت انتصارات القوات المشتركة في الساحل الغربي مراكز نفوذ داخل القوى المدعومة من التحالف العربي بعد أن كانت هذه المراكز تراهن على تصدع جبهة الساحل فور دخول قوات المقاومة الوطنية كطرف ثالث أضاف للعمليات على الارض زخما مضاعفا بالتوازي مع جناحي الجبهة سابقا المقاومة الجنوبية -ألوية العمالقة، والمقاومة التهامية .
وسارعت هذه المراكز الى تحريك أوراقها في محاولة يائسة للتأثير سلبا على مجريات العمليات العسكرية التي تتجه صوب الحديدة واستكمال ما تبقى من المناطق الساحلية في تعز، ولم تتورع في استخدام ادوات الدولة وصلاحيات الشرعية لتحقيق هدفها الرئيس من التحرك.
ورغم تغليف هذه المراكز تحركها بشعارات إنسانية وربط التحالف العربي بقرارها مع الأمم المتحدة إلا أن رفض هذا الاجراء سابقا والذي تمثل بإعلان التوصل لاتفاق بفتح مطار صنعاء حيث الموافقة عليه حاليا تحت مبرر نقل المرضى إلى الخارج يثير الشكوك حول إنسانية القرار.
فتح منفذ للمليشيات الحوثية عبر مطار صنعاء مطلب ألحت بتسوله المليشيات الحوثية طيلة عامين، وكان التحالف والشرعية يرفضون هذا الطلب كون هناك مطار دولي في عدن يقوم بالمهمة إضافة إلى خطورة رحلات الطيران مع عشوائية الصواريخ الحوثية التي تطلق على المملكة وحدودها.
وسيمنح مطار صنعاء حال تم فتحه حتى ولو أمام رحلات خاصة بالمرضى يمنح مليشيا الحوثي المدعومة من إيران فرصة لتهريب قياداتها بجوازات وتقارير طبية مزورة خصوصا وأن هناك قيادات ميدانية عديدة غير معروفة، وبذلك يمكنها التنقل إلى الخارج وخدمة المليشيات أو الهروب إلى خارج اليمن حال اقترب الضغط على صنعاء.
وتثير عملية إيقاف جبهات نهم والجوف وصرواح وجبهات مأرب تساؤلات عن مدى استفادة المليشيات الحوثية من هذا الإيقاف في نقل تعزيزات من هذه الجبهات إلى جبهات الساحل الغربي في محاولة لتعقيد مهمة القوات المشتركة التي تعتبرها مراكز النفوذ المرتبطة بالإخوان المسلمين خصما وتهديدا وجوديا بالنسبة لها.
تحركات هذه المراكز تصاعدت فكانت قضية جزيرة سقطرى عنوانا واضحا لما وراء هذه الحملة التي لبست يافطة السيادة لتنال من الإمارات كدولة فاعلة في التحالف بعد السعودية، وهي من تشرف على عمليات الساحل الغربي وتوفر الدعم لقواتها، وبالتالي كانت الحملة مباشرة في المطالبة بإنهاء دور الإمارات ضمن قوات التحالف في اليمن بهدف نزع الغطاء عن القوات المشتركة وتركها دون داعم لوجستي.
ولم تخفِ هذه المراكز نيتها تنظيم حملات أخرى ضد الإمارات وعلى لسان قيادات معروفة في حركة الإخوان المسلمين، وتعمل في مناصب رسمية في مؤسسات الشرعية ووزاراتها وذلك تحت عناوين عديدة منها مطار عدن وجزيرة ميون وغيرها من المسميات .
لن تتوقف حملات مراكز النفوذ داخل أجنحة الشرعية ضد القوات المشتركة التي تحث الخطى لتطهير تهامة اليمن من رجس المليشيات الحوثية الإرهابية، ولن تتوانى هذه المراكز في اختلاق أزمات ومعوقات في محاولة لإرباك التقدم السريع والقياسي للمقاومة الوطنية والتهامية والجنوبية نحو الحديدة وما بعدها.
هذه التحركات - التي تخدم المليشيات الحوثية وتنقذ رقبتها من مقصلة التحالف قبل القوات المشتركة والجيش الوطني - تبيع تضحيات اليمنيين وصمودهم في وجه المليشيات طيلة ثلاثة أعوام، وتجعل من طارق صالح او الإمارات شماعة لتبرير الخيانة والعودة إلى التآمر مع المليشيات الحوثية كما حدث عام 2011 حين أدخل الإخوان المليشيات إلى قلب صنعاء وحولتهم من متمردين إلى ثوار .