البؤس يسكن منزل «علي» بعد أن قتلت قذيفة حوثية زوجته وطفله
على وضع شديد البؤس ينتهي الحال بالمواطن "علي نشوان" ليقعده في حياة أقل ما توصف أنها "قاهرة" نتيجة ما ألم به من ظلم متراكم فرضه عليها دعاة الإرهاب (الحوثيون).
في مديرية الخوخة أقاصي جنوب الحديدة، كتب على المواطن الريفي "علي" أن يجسد في ذاته قصة بالغة التعقيد بالألم، بعد أن فقد زوجته التي كانت عضداً يشد ساعده في مواجهة ظروف الحياة الأليمة.
وبدأ قهر الحياة يحط رحاله على منزل المواطن "علي نشوان"، عندما فقد زوجته وطفله نتيجة تعرضهما لقصف حوثي مباشر بقذيفة هاون، ما أسفر عن تمزيقهما وإردائهما قتلى.
وعندما سكن الألم في حياة علي كان ما يزال طفله في ربيع طفولته الرابع (يبلغ من العمر أربع سنوات)، وقد انضمت إلى فاجعة القتل الحوثي امرأة أخرى كانت تزور منزلهم أثناء الهجوم الحوثي، فيما أصيبت امرأتان من ذات الأسرة.
وسابقا كانت أسرة علي تعتمد على البحر مصدرا رئيسا للرزق، حيث كان علي نفسه يعمل صيادا برفقة المئات من أبناء الخوخة الذين يقصدون البحر طلبا للعيش، لكنه اليوم لم يعد قادرا الجلوس على المركب نتيجة تعرضه أيضا لإصابات بليغة في قصف الحوثيين على منزله ولم يعد بمقدوره قصد البحر.
وكل صباح يخرج المسن إلى الشاطئ برفقة باقي أطفاله، يتفقدون قارب أبيهم المتآكل منذ مدة، وقد هجر في رملة البحر نتيجة توقفه عن ارتياد المياه كما جرت العادة.
وبات وضع أسرة الصياد "علي" موجعا وتحوم في فلكها معاناة إنسانية كبيرة، فهو لم يجد مصدرا يعود عليه بالرزق الآن، وكل ما بقي له من قدرة يستغلها لاستعادة ذكرياته على شاطئ القرية.