مثل عيد الجلاء الذي يوافق 30 نوفمبر من كل عام تذكيرا سنويا ببطولات وتضحيات اليمنيين الذين أشعلوا ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن الحبيب؛ ونبراسا نهتدي به كلما ملنا عن الطريق. كما يمثل تجسيدا حيا لاكتمال حرية الشعب اليمني.

 

وهذا اليوم العظيم يوم الاستقلال الكامل لكل الأرض اليمنية يوم اكتمال حرية الشعب اليمني، ليبدأ بعده رسم مستقبل أبنائه بحرية دون وصاية من أحد متمسكين بعروبتهم متجردين من الطائفية والسلالية والمناطقية وتكوين دولتهم ونظام حكمهم الذي يسوده القانون والعدالة والمساواة.

 

ولكن ما يعتصر له القلب أنه للعام الرابع على التوالي تحل هذه الذكرى الغالية على قلوب اليمنيين والأحرار يواجهون مرحلة من أشد المراحل التي مروا بها صعوبة، حيث يستمرون في مواجهة جماعة مسلحة وهبت نفسها للشيطان في سوق النخاسة مقابل الولاء والسلاح والمال الحرام سعيا منها سلب كرسي الحكم بقوة السلاح باعتباره حقا إلهيا. متنصلة بذلك عن دينها ووطنها وعروبتها غير معترفة بالدستور الجمهوري للدولة ورامية عرض الحائط بكل المنجزات الديمقراطية التي حدد ملامحها أبناء الشعب اليمني.

 

لقد توهمت هذه المليشيا الحوثية المسلحة لأنها استطاعت السيطرة على مؤسسات الدولة واجتياح المناطق الواحدة بعد الأخرى أنها قادرة على رمي اليمن في أحضان إيران لكن مثلما انتصر اليمنيون في ثورتي (26 سبتمبر و14 أكتوبر) وطرد آخر مستعمر بريطاني في 30 نوفمبر 1967م سينتصرون اليوم في معركتهم التي شارفت على تحقيق نصر موزر في جميع جبهات العزة والبطولة لاسيما في الحديدة نصر سيعيد لليمن بوصلته ويعبد ويرسم له خطوط مستقبل زاهر بيد أبنائه.

 

وكما تاق آباؤنا للحرية والاستقلال ورفض الظلم والقهر والتسلط الإمامي والاستعمار البريطاني ها هم أبناؤهم الأحرار بمساندة من أشقاء في العروبة والدين سيكتبها التاريخ بأحرف من نور يناضلون ضد محاولة الهيمنة الإيرانية الجديدة عبر الوكلاء الحوثيين، ويبذلون جميعا الغالي والرخيص في سبيل أن تظل اليمن أصل العرب والعروبة. ولن تكون غير ذلك.

 

ونحن نحتفل اليوم بهذه الذكرى الغالية يجب مواصلة النضال ضد المليشيا الإمامية التي تحاول إعادة اليمن إلى عصور الإمامة والاحتلال والكهنوت، وهذا ما يتوجب على النخب في المجتمع أن توجه الناس إليه وتسعى إلى تحقيقه في جميع المحافل و الضغط على صناع القرار في نشر المحبة والسلام وتجنيب البلاد ويلات الاكتواء بنار الفرقة والخلاف.

 

إننا اليوم تعيش في منعطف خطير يتمثّل بسعي قوى الإمامة الكهنوتية والاستعمار الجديدة للسيطرة على القرار السيادي والثروة، ولابد أن تتكاتف وتتآزر قوانا السياسية والمجتمعية، لإفشال و إجهاض هذا المخطط الخطير لنستطيع بعدها رسم مستقبل مزدهر ووطن قوي يضعه أبناؤه في حدقات أعينهم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية