العملية التعليمية تعود إلى مديريات الساحل الغربي المحررة
لم تستطع فصول مجمع 22 مايو بمديرية الخوخة عند الساحل الغربي للبلاد استيعاب جميع الطالبات اللاتي عُدن لمواصلة تعليمهن في المجمع بعد استكمال تأهيله وترميمه من آثار إجرام مليشيا الحوثي الكهنوتية وحربها ضد اليمنيين.
شهد المجمع عقب افتتاحه ازدحامًا شديدًا، إذ ارتفع عدد الطالبات من ألف طالبة خلال الأعوام الماضية إلى ثلاثة آلاف طالبة في العام الحالي، ولم تكف الفصول الدراسية بحسب القائمين عليها، لاستيعاب كثافة الطالبات؛ معظمهن من الأسر النازحة اللاتي فررن مع أسرهن من بطش المليشيات الحوثية وعبثها بالمناهج التعليمية طائفياً، وفق ما أفاد مصدر تربوي تحدث لـ «وكالة 2 ديسمبر».
فوزية عبد الله التي تدرس في الصف التاسع نزحت مع أسرتها من مدينة الحديدة إلى مديريات الريف المحررة جنوبي المحافظة، التحقت مؤخرًا بالمدرسة بعد أن حرمت من مدرستها التي تتمركز فيها مليشيات الحوثي وحولتها ثكنة عسكرية تحتمي بها من ضربات التحالف الجوية.
قالت فوزية إنها اضطرت مع أسرتها للنزوح من شارع التسعين القريب من ميناء الحديدة بعد أن ضاقت بهم السبل، مشيرة إلى أن قناصة المليشيات الحوثية وعناصرها انتشروا في المنطقة ما أجبر أسرتها على النزوح إلى مدينة الخوخة لتلتحق بمجمع 22 مايو التعليمي في الخوخة وتواصل تعليمها الذي حرمتها منه مليشيا الجهل.
ولم يرتفع عدد الطالبات في مجمع 22 مايو فحسب، بل ارتفع عدد الطلاب والطالبات في جميع مدارس المديريات التي حررتها القوات المشتركة، والتي أعيد ترميمها من آثار حرب المليشيات على تلك المديريات.
وقال المصدر، إن عديد مدارس بينها مجمع 22 مايو اضطرت إلى فتح شُعب إضافية، وصلت بعضها إلى أربع شعب للفصل الواحد لاستيعاب كثافة الطلاب، متابعًا، تم استخدام الاستراحة والحجرات الأخرى كفصول إضافية لاحتواء طالبات الصفوف الأولى، ورغم اكتمال الطاقة الاستيعابية للمجمع إلا أن إصرار أولياء الأمور على تعليم بناتهم اضطرهن افتراش الأرض رغبة في التعليم.
وإلى جانب احتياج المدارس لفتح شُعب إضافية، احتاجت أيضًا إلى كادر تربوي إضافي لمواجهة الزيادة، فقررت بحسب المصدر، الاستعانة بالمتطوعات اللاتي يبذلن جهودًا جبارة في بناء جيل المستقبل رغم كل الصعوبات.
وأكد المصدر، عدم اكتفاء الجهود المبذولة وحدها، حيث تعاني تلك المدارس من نقص كمية الكتاب المدرسي، الذي قال إنه مشكلة سائدة ومشتركة بين جميع طلاب الجمهورية.
