داخل قسم الطوارئ في مستشفى الثورة ترتفع أصوات أربعة أطفال بالبكاء ألما من الجروح التي يعانون منها إثر إصابتهم في انفجار قذيفة أطلقتها مليشيات الحوثي على منزلهم مساء أمس في مديرية مقبنة غرب مدينة تعز.

 

ويتلقى الأطفال الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين عام وتسعة أعوام الرعاية الطبية لتضميد جراحهم العميقة، فيما كانت ممرضة تحاول بصعوبة حقن أحد الأطفال بمهدئ بعد أن بلغت آلامه ذروتها.

 

وأصيب الأطفال الأربعة بإصابات بالغة اضطر الأطباء إلى بتر بعض أطرافهم فيما توفي طفل خامس في سقوط القذيفة الحوثية على منزلهم في قرية عجواد بعزلة العشملة بمديرية مقبنة، والتي تشهد اشتباكات يومية بين مليشيات الحوثي وقوات الجيش.

 

وأسفرت القذيفة التي أطلقت عمدا على المنزل الذي يضم عددا من الساكنين إلى إصابة امرأة في عقدها السادس بجروح متوسطة.

 

وأطلقت مليشيات الحوثي القذيفة عصراً عندما كانوا يلعبون جوار المنزل وقد أدت الحادثة لحالة حزن عميق كون الضحايا جميعهم من الأطفال.

 

ومدد الأطفال على أسرَّة بيضاء غطيت بالدماء، فور وصولهم ليلا إلى المستشفى فيما كان مجموعة من الأطباء والممرضات يحاولون إيقاف نزيف دمائهم في محاولة يائسة لإبقائهم على قيد الحياة.

 

لكن جهود الأطباء تكللت بالنجاح بعد أن تم تزويد الأطفال على عجل بقرب دماء وأدوية مسكنة وأجهزة تنفس، فيما حمل طفل آخر إلى غرفة العمليات بعد أن بدا وكأنه في وضع حرج للغاية.

 

ووصل الأطفال الأربعة عبر سيارات خاصة بالأهالي إلى المستشفى وهم في حالة موت سريري نتيجة الجروح العميقة التي أصيبوا بها.

 

وجلس ذووا الضحايا في أروقة المستشفى بقلق وقد بدا عليهم الحزن العميق رغم تجاوز الضحايا حالة الخطر، فيما كان حشد من الرجال يتجمعون أمام باحة المستشفى وقد قدموا بسيارات رباعية للاطمئنان على الضحايا.

 

ويدفع الأطفال ثمنا باهظا في هذه الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي على المدنيين في محافظة تعز حيث تشير إحصائيات رسمية إلى مقتل نحو 680 طفلا وإصابة 566 آخرين في هذه المحافظة الواقعة غرب البلاد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية