كشف تحقيق استقصائي حديث عن لجوء مليشيا الحوثي الإرهابية إلى استخدام عقاقير مخدّرة خاضعة للرقابة الطبية، لانتزاع اعترافات قسرية من الأسرى والمختطفين اليمنيين، في انتهاك جسيم لحقوق الإنسان واتفاقيات مناهضة التعذيب الدولية.

التحقيق، الذي أعدّه الصحفي اليمني أشرف عبدالله، ونشرته صحيفة العين الإخبارية، وثّق تعرّض أسرى ومختطفين مدنيين لمواد مخدّرة خلال جلسات التحقيق داخل سجون الحوثيين، في ممارسات وصفها حقوقيون بأنها من أبشع أساليب التعذيب النفسي.

وبعد تقصٍّ استمر ثلاث سنوات، توصل التحقيق إلى أن محققي المليشيا استخدموا عقاقير طبية مخدّرة خلال استجواب المحتجزين، ما أدى إلى التأثير على قدراتهم العقلية والإدراكية، وإضعاف الذاكرة والوعي، في مخالفة صريحة لاتفاقيات جنيف التي تفرض معاملة إنسانية تحفظ كرامة أسرى الحرب.

وجمع التحقيق شهادات 15 ناجيًا من سجون الحوثي إضافة إلى لقاء 6 أطباء ومحامين، تكشف تعرض المحتجزين لما يُعرف بـ"مصل الحقيقة" خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و 2023.

وأشارت شهادات الناجين إلى أن الأسابيع الأولى من الاحتجاز كانت هي الأكثر قسوة، وشهدت استخدام أساليب تعذيب غير تقليدية، من بينها توظيف الأدوية الطبية كسلاح لانتزاع الاعترافات.

وأوضح التحقيق أن من بين العقاقير المستخدمة حقن عضلية مثل "الميدازولام" و"الكيتامين"، التي تسبب الهذيان والهلوسة، إضافة إلى أقراص فموية مثل "السكوبولامين"، المعروفة بـ"ينفس الشيطان"، والمؤثرة على الذاكرة والإدراك.

كما كشف التحقيق، عبر مقابلات موسعة مع ناجين، عن أوضاع كارثية داخل سجون الحوثيين، التي تفتقر إلى أبسط المعايير الإنسانية، حيث تنعدم التهوية والإضاءة الطبيعية، ويُحتجز ما بين 20 إلى 30 شخصًا داخل زنازين ضيقة، يُجبرون على النوم متلاصقين، مع تقييد دخول الحمامات إلى مرتين يوميًا فقط، وسط إهمال طبي متعمد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية