انتهيت قبل قليل من الرد على مكالمة هاتفية لـوالدة زميلنا المختطف "محمد الميسري".. لا شئ أكثر من القهر والآلم .. وأنت تتحشرج بالوعود وكأنك الخاطف والسجان.
 
تتقبل "الأم" الإجابات .. ترد بالدعوات وقلبها يكذب كل شئ أمام الغياب المجهول لمحمد..
 
كنت أتصور أنني أكثر الأصدقاء قلقا عن الثلاثة "المعتقلين" "محمد" الميسري والصلاحي و "بلال" العريفي، وأمام وقع كلمات "أم محمد الأول" أدركت كبر وجعات الأمهات.
 
لو فكر الُمعْتقل بالاسئلة التي تسددها الأمهات لما طالت يداه "طلبة".
 
تقول: ها بني ..الله وخفوق قلبي لم أنم.. 6 أيام منذ خطفه المسلحين من باب "المنزل" كانت الساعة الـ10 من صباح الأحد 21 أكتوبر .. أحترق وجعا وأنا بلا محمد .
 
كنت في السنة قبل الأخيرة من الجامعة التي أعلن فيها الـ"3" أن يلتحقوا بقسم الصحافة والإعلام "الجديد" في جامعة الحديدة، ولا أتذكر يوما واحد لم نأكل فيه سويا او نقضي جلسات القات التي كانت تستمر الى وقت متأخر من الليل في أيام "الإختبارات" وما بين "حش" محمد وضحكتنا يرن هاتفه ها "ميسو.. فينك يا أمي" .. تدله كطفل ويطربنا كفنان كبير لاتمله أغنية و "ونكت".
 
* وعدت "والدة الميسري" أن يأتي الغد باليقين وأنا لا أعلم من الغد أكثر من تنهيدة.
 
ماذا نخبر والدة " الصلاحي" أن هاتفت أحدنا؟.. أو طالبت والدة "العريفي" وهي تطبع القبل على طفلته الرضيعة وتؤمن "والد بلال" أن يستقرئ مصيره منا؟
 
- يالله.. هذا وليك "الُمعْتقل" يعذبنا بذنبه،،
 
* بربكم مزيدا من الأصوات التي تخرج أصدقائنا وتعيدهم إلى قلوب أمهاتهم.. أسرهم.. أطفالهم.. ولنا.
 
للزملاء داخل البلد وخارجه .. كلما شدتني الذاكرة لمحمد الميسري الذي يعرفه الجميع بالحديدة، والصلاحي صديقنا الكاتب الذي لايكف وهو يحدثك عن طموحه كصحفي استقصائي، ورائض الكاميرا "بلال" .. يخرجون بوجه أولئك المفرج عنهم، أشعر بألم القهر والمرارة.
 
وكيف يكون قهر الرجال إن لم يكن بالعجز..


..
..

 
* من صفحة الكاتب على منصة التواصل (فيسبوك)

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية