في سفوح جبلية موحشة جنوب محافظة الحديدة، تحولت بعض الكهوف الطبيعية إلى ملاجئ اضطرارية لعشرات الأسر الفارة من قذائف مليشيا الحوثي، بعد أن دفعتها أسابيع من القصف المتواصل إلى ترك منازلها بما تحمله من ذكريات وسبل عيش.

على منحدرات هيجة عبيد في جبل دباس بمديرية حيس، تتوزع نحو ثلاثين أسرة داخل تجاويف صخرية ضيقة لا يتسع معظمها إلا لفرش بسيط وأدوات طبخ بدائية. ومع دخول الشتاء، يزيد البرد القارس من معاناتهم، فيما تبقى صعوبة التضاريس حاجزًا يمنع وصول إمدادات كافية من الغذاء والمياه والمواد الأساسية.

يقول حسين صالح لوكالة "2 ديسمبر"، وهو نازح مع عائلته في الجبل منذ أكثر من عام: "لم يكن أمامنا خيار. القذائف كانت تسقط قرب منازلنا يوميًا، فهربنا إلى الجبل. هنا لا يوجد ما يحمينا من الأمطار أو الزواحف، لكننا نعيش لأن هذا المكان هو الملاذ الوحيد".

ترك السكان خلفهم مواشيهم ومحاصيلهم الزراعية ومصادر رزقهم البسيطة، بعدما أصبحت قراهم هدفًا مستمرًا للقصف الحوثي الذي يستهدف الجميع، حتى الأطفال.

ويؤكد الأهالي أن حياتهم داخل هذه المغارات محفوفة بالمخاطر، خصوصًا مع تسرب مياه الأمطار وتلف ما يملكونه من غذاء، في ظل غياب شبه كامل للمنظمات الإنسانية.

كما لا يجد الأطفال في هذه التجمعات الجبلية أي مساحة آمنة للعب، فينتهي بهم الأمر إلى الركض بين الصخور والمنحدرات الوعرة، في بيئة لا ترحم عثراتهم الصغيرة.

يقول الأهالي إن الخطر يحيط بأطفالهم في كل لحظة؛ إذ تتحول أي لعبة بسيطة إلى احتمال للسقوط أو الإصابة، في غياب مكان يوفر لهم حدًا أدنى من الأمان أو المساحة الطبيعية التي يستحقونها.

وبينما تعاني هذه الأسر من عزلة مضاعفة بفعل التضاريس الوعرة، يخشى السكان أن يطول بهم المقام في هذه الكهوف، مع غياب أي مؤشرات على عودة آمنة إلى منازلهم التي تركوها مضطرين تحت وقع القصف الحوثي المستمر.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية