وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

الثورة مستمرة...

شهد الأسبوع الأول من نوفمبر الجاري تصعيدًا حادًا في الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية ضد المدنيين والمنظمات الإنسانية، تخللتها جرائم قتل وتعذيب، واقتحامات وعمليات اختطاف، واعتداءات على صحفيين وأكاديميين، في استمرارٍ لنهج القمع الذي تمارسه المليشيا بمناطق سيطرتها.

رصدت وكالة "2 ديسمبر" خلال الأسبوع سلسلة انتهاكات توزعت بين صنعاء، إب، تعز، حجة، ذمار، والبيضاء، وصعدة تزامنًا مع توتر داخلي بين أجنحة المليشيا وتوسع حملات الجباية والاستيلاء على الممتلكات الخاصة والعامة.

جرائم قتل وتعذيب واعتداءات مروعة

في محافظة حجة، أقدمت المليشيا على استدعاء الطفل "علي محمد شوعي سراج"، ليُبلّغ أهله بعد ساعتين فقط بوفاته تحت التعذيب داخل إدارة الأمن.

وفي إب، قتلت مليشيا الحوثي الشيخ أحمد حميد سنان الجماعي، أحد وجهاء مديرية القفر، بعد حصار منزله واقتحامه وإطلاق النار عليه، ونهب محتوياته واختطاف أبنائه، في مشهد يجسد سياسة البطش الحوثي ضد وجهاء القبائل.

في المحافظة ذاتها أيضًا، أطلق مسلح حوثي النار على شقيقته البالغة من العمر 15 عامًا في مديرية المخادر، ما أدى إلى مقتلها على الفور، في جريمة أسرية تعكس الانحراف الأخلاقي لعناصر المليشيا.

وفي تعز، أُصيب الطفل "وجدي عمار ثابت" إثر قصف مدفعي شنته مليشيا الحوثي على منازل المواطنين في منطقة الكدحة بالريف الغربي للمحافظة، كما أُصيب الطفل "هشام أحمد الشميري" برصاصة قناصة المليشيا أثناء لعبه جوار منزلة في مديرية صالة.

تصعيد ضد المنظمات الإنسانية

اقتحمت مليشيا الحوثي الإرهابية مقرات عدد من المنظمات الدولية في صنعاء، بينها "أطباء بلا حدود"، "أوكسفام"، "الإغاثة الإسلامية"، و"أكتد"، واحتجزت عشرات الموظفين اليمنيين والأمميين لساعات، وسط تحقيقات مكثفة ومصادرة أجهزة وأصول.

كما طالبت المليشيا الأمم المتحدة بتسليم مزيد من موظفيها بزعم "التورط في مقتل قادتها بغارة إسرائيلية"، واصفة إجراءاتها بأنها "قانونية"، في تصعيد جديد ضد المنظومة الأممية.

إلى ذلك، صادرت المليشيا أربع سيارات تابعة للأمم المتحدة بينها سيارتان مدرعتان تابعتان لإدارة السلامة والأمن الأممي، ما أثار قلقًا متزايدًا حيال مستقبل العمليات الإنسانية في المناطق المنكوبة بسيطرتها.

اختطافات واحتجازات قسرية

شهدت محافظة ذمار حملة اختطافات واسعة طالت أكثر من 70 مواطنًا من السلفيين في مختلف المديريات، فيما نُقل القيادي في الحزب الاشتراكي عايض الصيادي من سجن الأمن بذمار إلى جهة مجهولة بصنعاء.

كما اختطفت المليشيا الصحفي الموالي لها عابد المهذري، رئيس تحرير صحيفة "الديار"، بتهمة "التخابر مع جهات خارجية"، في تصعيد يعكس صراعات داخلية بين أجنحتها.

ونقل المختطف محمد مارش السلمي من سجن الأمن السياسي في إب إلى المستشفى بعد دخوله في غيبوبة متكررة جراء التعذيب، وسط تكتم حوثي على مصيره وتدهور حالته الصحية.

اعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الأكاديمية

تعرض الصحفي عبدالوارث النجري لاعتداء جسدي ولفظي من قِبل نافذ حوثي في مكتب الأشغال بإب، عقب نشره مخالفات بناء متورط فيها ذات المسؤول، في ظل تصاعد المضايقات بحق الإعلاميين.

وفي صنعاء، شكا أكاديميون في جامعة العلوم والتكنولوجيا من خفض رواتبهم من قِبل الإدارة الحوثية، التي بررت القرار بتقليص ساعات الدوام، ما اعتُبر إجراءً عقابيًا واستهدافًا متواصلًا للمؤسسات التعليمية.

استيلاء ونهب ممتلكات خاصة

اتهم مغترب من محافظة إب المليشيا بالاستيلاء على أرضه وعمارته منذ ثلاثة أشهر، مؤكدًا امتلاكه وثائق قانونية رسمية، فيما يدير مشرف الجماعة المدعو "العصري" عملية النهب بإشراف مباشر من صنعاء.

وفي محافظة صعدة، استولى القيادي الحوثي حسين مسفر الشاعر على أرض تابعة لأسرة السحاري بعد احتجاز أفرادها، وجرف الأشجار تمهيدًا للبناء عليها.

انتهاكات بحق النساء والأطفال والمهاجرين

نفذت المليشيا حملة اعتداءات ضد نساء قرية الوثن في محافظة حجة بعد رفضهن دفع إتاوات للمجهود الحربي، واحتلت مدرسة القرية وحولتها إلى مقر عسكري.

وفي مديرية أسلم بالمحافظة نفسها، احتجز قيادي حوثي الطفل "مصطفى حسين مقري" داخل قفص حديدي لساعات، متهمًا إياه بـ"النشر على مواقع التواصل"، في مشهد أثار موجة غضب واستنكار واسع.

كما اقتحمت المليشيا مخيمًا للمهاجرين الأفارقة في صعدة بعد تمردهم على استغلالهم في تهريب المخدرات، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة وسقوط ضحايا، تلتها حملة اعتقالات وإخلاء كامل للمخيم.

تصاعد الفوضى الأمنية

اندلعت اشتباكات عنيفة بين أبناء قرية بني جماعة في إب والمليشيا الحوثية عقب حملة مسلحة جديدة استهدفت وجهاء القرية، انتهت بدحر عناصر الحوثيين وسقوط قتلى وجرحى.

كما قتل المسؤول الحوثي الميداني محمد رزق هادي، مندوب التحسين في رداع، برصاص مسلحين مجهولين، في مؤشر على تزايد النقمة الشعبية ضد المليشيا في المناطق المنكوبة بسيطرتها.