لقاء تشاوري في الساحل الغربي لتوحيد الخطاب الديني وتعزيز دور الخطباء في مواجهة المشروع الحوثي
عُقد، السبت، في مدينة المخا لقاء تشاوري للسلطة المحلية ومكاتب الأوقاف بمحافظتي تعز والحديدة، برعاية وحضور الفريق الركن طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة- قائد المقاومة الوطنية رئيس مكتبها السياسي، بهدف توحيد وترشيد الخطاب الديني في المساجد وتعزيز الوعي الديني والوطنـي لمواجهة محاولات الحوثي "نشر الفكر الإيراني وتشييع المجتمع".
وفي اللقاء الذي نظمته دائرة الإعلام والثقافة والإرشاد بالمكتب السياسي وبإشراف وزير الأوقاف الدكتور محمد عيضة شبيبة، أكد الدكتور عبدالله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي، أن هناك مخاطر كبيرة تمثلت بـ"خرافة لولاية" التي تشبه حكم الإمامة، وأن نسختها الحديثة المتمثلة بالمليشيا الحوثية هي "حكم فردي استبدادي داخل اليمن وذات ارتباط خارجي بولاية الفقيه الإيرانية"، ما يزيد من خطورتها بشكل كبير.
وأشار أبو حورية في كلمته خلال اللقاء الذي حضره مديرو المديريات وممثلون عن مكاتب الأوقاف في المحافظتين، إلى أن المليشيا تعمل على زراعة فكر طائفي في المناطق المختطفة، ونشر الشائعات في المناطق المحررة، ولذلك يرتفع دور خطباء المساجد والمرشدين لكون لهم تأثير مباشر على الناس.
وأضاف: "معركتنا ليست معركة عسكرية فقط، بل سياسية وفكرية واقتصادية، ولن ننتصر إلا بالمعركة الفكرية التي أنتم قادتها"، مضيفاً: "أحب أن أبلغكم أنكم تحظون باهتمام شخصي من الفريق أول طارق صالح".
ونوّه إلى أن الهدف الرئيسي هو استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي، مؤكداً: «لا يواجه الفكر إلا بفكر، والحوثي وفكره على ضلالة ونريد أن نعرّيه من خلال كشف أكاذيبه».
وختم أبو حورية حديثه قائلاً: "نريد أن يتوحد الصف، وأن تكون جبهتنا واحدة، وألا ندخل في المهاترات الإعلامية والسياسية، وأن يكون قلبنا على مأرب وتعز والضالع وأبين وميدي وكل مناطق اليمن، وعلى الساحل الغربي، نكون كلنا على قلب رجل واحد حتى نستطيع الخلاص من هذا الكابوس".
من جهته، قال نائب مدير مكتب الأوقاف بمحافظة تعز مدير مكتب أوقاف المخا، الشيخ شهاب هزاع: "إن مليشيا الحوثي قد يئست من دخول الساحل الغربي والأراضي المحررة، كما يئس الشيطان أن يُعبد في الأرض إلا بالتحريش".
وأضاف، أن المليشيا لم تجد وسيلة لإضعاف معنويات الأبطال وتفكيك المجتمعات والجبهة الداخلية إلا عبر الإشاعات والأفكار الضارة ونشر كل ما من شأنه الإضرار بالمجتمع وإفساده.
وأكد دور خطباء ودعاة الساحل الغربي، إلى جانب إخوانهم في التوجيه المعنوي، بالتصدي لهذه المحاولات اليائسة، فبذلوا كل جهدهم لتحصين المجتمع، مشيراً إلى أن الخطباء قادوا معركتين متوازيتين في آن واحد: تحصين المجتمع، وترميم القيم المهدمة، مع مواصلة الجهود لإزالة هذا الوباء الفكري الذي اجتاح أرض اليمن.
وفي السياق، أكد الشيخ محمد سالم أن نظرة الحوثي منذ بدايته تقوم على اعتبار كل من يخالفه كافراً، وأن أموال وأعراض هؤلاء مباحة، مشيراً إلى أن العلماء والخطباء إلى جانب الأبطال في الجبهات يتصدون للمليشيا ويكشفون زيف فكرها الطائفي وزيف أفعالها.
وقال إن المليشيا الإرهابية تروّج اليوم إشاعات مفادها أن مناطق المخا والساحل الغربي "محتلة من قبل الأمريكيين"، واصفاً هذه المزاعم بأنها أشبه بـ"فتاوى" تبيح دماء أبناء البلد ونساءهم وأطفالهم. وأضاف أن المليشيا "لا تميّز اليوم بين سلفي أو إصلاحي أو مؤتمري، بل تستهدف الجميع"، مؤكداً أن المواجهة معها هي «معركة وجودية».







