تنحسر خيارات مليشيات الحوثي الانقلابية في محور تعز من الراهدة شرقاً إلى البرح غرباً مع تقدم قوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) والمقاومة الجنوبية وقوات الشرعية على محوري القتال في ضفتي تعز، ونزيف المليشيات المتواصل في مختلف جبهات البلاد المشتعلة.

 

مأزق المليشيات في تعز دق أجراس الخطر في عواصم إقليمية، ودفعها للتحرك والتنسيق لبحث هذا التداعي المتواصل للمليشيات وفقدانها قدرة السيطرة على الوضع ميدانياً من أجل بقاء نفوذها على المحافظة التي ترتبط بوسط وجنوب وغرب اليمن بحدود جغرافية يجعلها ذا تأثير كبير في المشهد العسكري والسياسي.

 

وتستحث طهران والدوحة الخطى لفرض واقع جديد في تعز كورقة أخيرة في جعبة الحليفين الأكثر حضوراً في الملف اليمني، دون وضع أي اعتبارات للجانب الإنساني في محافظة دفعت فاتورة باهظة منذ بداية الانقلاب والحرب وعلى مدار أكثر من ثلاثة أعوام.

 

وتكشف المعلومات المتواترة عن تنسيق قطري إيراني لتمكين المليشيات الحوثية من اجتياح مدينة تعز من خلال استثمار أدوات قطر في محافظة تعز لتقديم تسهيلات عسكرية للمليشيات الحوثية تمكنها من إعادة تموضعها في مواقع داخل المدينة كانت قد طردت منها بقوة السلاح خلال العامين الماضيين.

 

وكانت المليشيات الحوثية شنت، فجر أمس الخميس، هجوماً قوياً متزامناً على عدة جبهات هو الأعنف منذ نحو عام كامل في الوقت الذي تقوم فيه أدوات الدوحة داخل المدينة بفتح جبهات قتال بين فصائل المقاومة لإشغالها عن مواجهة العدو الرئيسي المحيط بأطراف المدينة من كل الجهات.

 

وكان نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن صالح الزنداني، ومعه قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن، تفقد، الخميس، بعد الهجوم الحوثي عدداً من المواقع العسكرية وخطوط التماس الأمامية للاطلاع على الجاهزية القتالية للجيش الوطني شرق مدينة تعز.

 

وقال اللواء الزنداني، "إن الجيش الوطني يقف في المتارس والخنادق القتالية ليدافع عن عزة وكرامة الوطن وسيقف داعماً ومسانداً لكل الإجراءات والقرارات التي تسهل عمل السلطة المحلية وعودة الحياة إلى طبيعتها، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار".

 

وجاء حديث نائب رئيس الأركان كرسالة لقادة الجيش في تعز مفادها أنه يجب عدم استغلال تباينات الوضع الداخلي في تعز حول قضايا تفصيلية للزج بالمدينة والعمل العسكري في لعبة إقليمية، وإن التحالف العربي على أتم الجاهزية للتعاطي مع التطورات، وأن مسألة تحرير تعز حسمت بشكل نهائي.

 

وترى المليشيات الحوثية وأدوات الدوحة في تعز، أن قوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) في المحور الغربي والقوات الجنوبية غرباً وقوات اللواء 35 مدرع جنوباً تشكل عدواً مشتركا لها، وتقدم هذه القوات لتحرير تعز وفك الحصار عنها ينهي نفوذ قطر وإيران بشكل كامل، هو ما يستدعي خلق واقع ميداني جديد يعيق تقدم هذه القوات وتأخير انتصارها.

 

ومن منظور عسكري، ترى المليشيات الحوثية أن عودتها إلى مواقع داخل مدينة تعز سيمكنها من الصمود وإطالة أمد عمر وجودها في تعز من خلال استخدام المدنيين والمدينة درعاً في المواجهة المرتقبة مع القوات المكلفة بتحرير تعز.

 

تلاقي أهداف المليشيات وأدوات الدوحة يجعل تعز مسرحاً لمؤامرات مرتقبة بغية فرض واقع جديد يسهم في منح الطرفين مساحة زمنية كافية للتعاطي مع الوضع الميداني خصوصاً مع استعداد طهران والدوحة لفتح خطوط إمداد بالسلاح إلى المليشيات الحوثية.

 

كل المؤامرات التي تحاك ضد تعز تستدعي تسريع وتيرة العمل العسكري من قبل القوات المكلفة بتحرير المحافظة من أجل إفشال هذه المؤامرات وإنهاء الحصار والمعاناة التي يعيشها أبناء المحافظة بفعل لعنة الجغرافيا التي جعلت من تعز مسرحاً لمشاريع متضاربة محلية وإقليمية يدفع ثمنها أبناء الحالمة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية