سبتمبر اليمنيين.. استفتاء متجدد على الجمهورية ونذير بسقوط مشروع الولاية
مع حلول سبتمبر، يعود اليمنيون إلى الاحتفاء بثورتهم الأم، ثورة 26 سبتمبر 1962، في مواجهة نسخة مطابقة لعهود الإمامة الكهنوتية تعيشها العاصمة المختطفة صنعاء تحت سيطرة المليشيا الحوثية، من تمييز سلالي وإرهاب طائفي وتسلط سياسي واقتصادي، وصولًا إلى محاولات فرض الوصاية الطائفية على المجتمع.
وخلال الأشهر الماضية، صعّدت مليشيا الحوثي من حملات القمع والاعتقالات خصوصًا في المحافظات التي شهدت احتفالات جماهيرية العام الماضي بذكرى الثورة. ما يكشف- بحسب مراقبين- عن تحوّل المليشيا من مهاجم للشعب إلى مدافع مرتبك، يسعى لإخماد "كرة النار" قبل أن تلتهمه.
احتفاء الشعب استفتاء على الجمهورية
يشير رئيس مركز نشوان للدراسات، عادل الأحمدي، في حديث لوكالة "2 ديسمبر"، إلى أن الإمامة تفضح نفسها باستمرار؛ فهي امتداد لذات الكيان الذي أطاحت به ثورة 26 سبتمبر، ومع ذلك تحاول فرض نسخة موازية عبر 21 سبتمبر، الذي حاولت من خلاله أن تميت الاحتفال بـ26 سبتمبر، ونراها دائمًا في هذا الشهر تختلق مناسبات ذات طابع أيديولوجي وطائفي وتحشد الناس لها لتصرف نظرهم وتشغلهم عن إحياء ذكرى ثورتهم العظيمة، ولكنها فشلت في ذلك، حتى الآن وهي تواجه الشعب بالقوة والإرهاب والسجون، فشلت في تحويلهم إلى نسخة منها وفي فصلهم وتغييب وعيهم عن تاريخ ثورتهم المجيدة.
وأكد الأحمدي أن احتفاء اليمنيين الجارف بسبتمبر يمثل "استفتاءً سنويًا على الجمهورية في مواجهة مشروع الإمامة"،
وأضاف: "هذا الزخم الشعبي أصبح كابوسًا يلاحق الحوثيين، لذلك بدأوا الاستعداد له هذا العام مبكرًا بحملات اختطافات واعتقالات طالت المئات في صنعاء والحديدة وإب وغيرها، مع ضخ إعلامي يحذر من أي مظاهر احتفاء بسبتمبر ويربطها بمؤامرات أجنبية لأجل إخافة المواطنين وثنيهم عن الخروج والاحتفاء.
ولفت إلى أن سبتمبر "لا يرفع أي لافتة طائفية أو خارجية، بل لافتة وطنية خالصة توحد اليمنيين رغم اختلافاتهم"، وهو ما يثير جنون المليشيا ويكشف هشاشتها أمام قوة هذا الرمز الوطني، فالشعب لم يعد ينتظر ساحات عامة للاحتفاء، بل أبدع في نقل رمزية سبتمبر إلى كل بيت، وإلى المغتربين وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وأضاف: "كأن شعلة أيلول تحرق أكباد المليشيا وهي تشتعل في كل بيت".
تهامة.. ذاكرة المقاومة
من جهته، قال عبدالله العسيلي، الإعلامي في الساحل الغربي؛ إن مليشيا الحوثي "تخشى استنهاض الشعب لقواه الثورية مجددًا ضد أحفاد الإمامة"، مشيرًا إلى أن الحديدة وقبائل الزرانيق لعبت دورًا حاسمًا في دعم ثوار سبتمبر عبر معاركها التي أضعفت جيش الإمامة.
وأضاف أن "إعدامات الحوثيين المتكررة لأبناء تهامة ليست سوى تعبير عن حقد دفين على أحفاد الثوار الذين دفنوا حكم الأئمة المستبد"، مؤكدًا أن ما تمارسه المليشيا اليوم من قتل وإرهاب هو الوجه المكرر لإرهاب الكهنوت الإمامي في ثلاثينيات القرن الماضي، "فقط بآلة قتل حديثة".
سبتمبر.. بداية النهاية
تتفق الآراء على أن ذكرى 26 سبتمبر لم تعُد مجرد مناسبة وطنية، بل تحولت إلى ميزان يقيس ضعف الإمامة الجديدة، وإلى إكسير حياة يمد اليمنيين بطاقة متجددة لمواصلة مقاومتهم ضد مشروع الحوثيين السلالي المدعوم من إيران، والإطاحة به عاجلًا أم آجلًا مثلما أطاح أجدادهم الأحرار بمشروع الإمامة السابقة.