رصد "وكالة 2 ديسمبر": أسبوع أسود في المناطق المنكوبة بالحوثي.. حملات اختطاف لكل محتفٍ بثورة 26 سبتمبر
عاشت المحافظات المنكوبة بسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية (ذراع إيران في اليمن)، خلال الأسبوع المنصرم، على وقع انتهاكات غير مسبوقة شملت اختطافات واسعة طالت المئات من الصحفيين والناشطين والمواطنين، في محاولة لإخماد أي مظاهر احتفالية بثورة 26 سبتمبر أو تعبير شعبي بالابتهاج بذكراها الثالثة والستين. مشهدٌ عكس حجم القلق الحوثي من رمزية الثورة، وعمق الرفض الشعبي لمشروعها السلالي.
قمع الأكاديميين والطلاب
وسّعت المليشيا حملاتها القمعية لتطال الوسط الأكاديمي؛ ففي جامعة الحديدة أجبرت قيادات حوثية أساتذة وطلابًا على حضور فعاليات دعائية مرتبطة بالانقلاب، ومنعتهم من إحياء ذكرى الثورة، ملوّحة بعقوبات تصل إلى السجن أو الفصل.
وفي جامعة صنعاء، اقتحم مسلحوها الحرم الجامعي واختطفوا نحو 30 طالبًا وأكاديميًا بشكل عشوائي، عقب إعلان نيتهم تنظيم فعالية احتفالية بذكرى 26 سبتمبر.
كما أصدرت وزارة الداخلية الحوثية غير المعترف بها بيانًا وصفت فيه المناسبة الوطنية بأنها "خيانة"، مهددة بملاحقة كل من يشارك في أي فعاليات مرتبطة بها، في تبرير مكشوف لسياسة القمع الممنهج.
ترافق ذلك مع انتشار أمني كثيف في شوارع العاصمة المختطفة صنعاء، واستحداث تشكيلات جديدة تحت مسمى "فرق المرور السري"، ما يعكس حجم الهلع الحوثي من أي مظاهر شعبية تؤكد تمسك اليمنيين بالجمهورية.
جرائم قتل واعتداءات
لم يتوقف المشهد عند حدّ القمع، بل امتد إلى جرائم قتل واعتداءات دامية؛ ففي تعز أطلق القيادي الحوثي المدعو "مجيب السيد" النار على عمه "عبدالقوي السيد"، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة ومقتل زوجته "نعائم السيد" على الفور.
وفي الجوف، أقدمت نقطة تابعة للمليشيا على اغتيال اثنين من أبناء قبيلة وائلة، هما ناصر وعائض الوائلي، بعد أن رفضا تسليم سيارتهما وسلاحهما الشخصي.
كما قُتلت امرأة في مديرية المخادر بمحافظة إب، برصاص حملة مسلحة بقيادة القيادي في مليشيا الحوثي المدعو "السراجي" أطلق خلالها النار بشكل عشوائي على منازل المواطنين.
وفي همدان بصنعاء، نفذت المليشيا الإرهابية حملة اقتحامات، تخللتها اختطافات طالت مواطنين، بينهم نجل القاضي عبدالوهاب قطران، ولقي خلالها القيادي الحوثي "أسامة الجائفي" مصرعه.
أما في مديرية أرحب، فقد أقدمت المليشيا الحوثية على اختطاف الطفل نمشان العجل (12 عامًا) بعد أيام من الإفراج عن والده، في واقعة أثارت موجة غضب واستنكار شعبي واسع.
استهداف المحامين
وكان للسلك القانوني نصيبه من انتهاكات المليشيا؛ ففي صنعاء اعتقلت المليشيا المحامي عبدالمجيد صبرة بعد اقتحام مكتبه ومصادرة مقتنياته، في استهداف واضح لأحد أبرز المدافعين عن قضايا المختطفين.
كما أقدم قاضٍ حوثي على احتجاز المحامي مهدي جياش عقب تقديمه طلب تنحٍّ عن إحدى القضايا، قبل أن يحيله إلى النيابة، في مخالفة صريحة للأعراف والقوانين.
فساد مالي وعمليات سطو
كشفت مصادر مصرفية عن عملية بيع غير قانونية لكميات ضخمة من العملات المعدنية الأثرية المملوكة للبنك اليمني للإنشاء والتعمير. الصفقة نُفذت لصالح شركة صرافة يملكها القيادي الحوثي فضل الديلمي، الذي جمع بين موقع البائع والمشتري، في واحدة من فضائح الفساد المتكررة للمليشيا.
استهداف التجار والمقدسات الدينية
في محافظة إب، أصدرت مليشيا إيران تعميمًا بالقبض على التاجر سيف محروس بعد رفضه الخروج من سوق الفواكه المركزي الذي تسعى للسطو عليه.
كما تعرضت أراضٍ محيطة بجامع الشيخ عمر بن سعيد العقيبي الأثري لاعتداء من قِبل مسلحين حوثيين، في تهديد صريح لمَعْلم ديني وتاريخي يعود لقرون.
يشار إلى أن ما تم ذكره آنفًا ليس سوى جزء من انتهاكات وجرائم متصاعدة بحق اليمنيين في المناطق المنكوبة بسيطرة مليشيا الحوثي خلال "الأسبوع الأسود"، شملت حملات اختطاف وقتل إلى جانب استهداف الأكاديميين والمحامين، وصولًا إلى السطو المالي والتعدي على المقدسات.
ورغم محاولات المليشيا طمس معالم ثورة 26 سبتمبر وإخماد أي مظاهر للاحتفال بها، تبقى الثورة حاضرة في وجدان اليمنيين، عصيّة على الطمس أو التغييب، وراية للجمهورية ستظل مرفوعة حتى إسقاط مشروع الكهنوت.