نجاحات المقاومة الوطنية البحرية تعزز ثقة العالم بقدرة اليمن على حماية سواحله
شكّل دور المقاومة الوطنية أهمية كبيرة في الحد من عمليات تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي الإرهابية عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب الاستراتيجي، بعد أن كانت تتدفق القوارب والشحنات وما تحمله من أسلحة ومواد خطرة وممنوعة إلى المليشيا.
هذه الأدوار التي ترتبت عليها نجاحات كبيرة، عززت ثقة العالم بقدرة اليمن على حماية سواحله، مما فتح آفاقا جديدة لدعم قوات خفر السواحل لتعزيز قدراتها في تأمين ممر الملاحة من عمليات القرصنة وعمليات التهريب المستمرة.
وبرز دور المقاومة الوطنية بشكل واضح، بعد السيطرة على سفينة تحمل 750 طنًا من الأسلحة المتطورة لمليشيا الحوثي أرسلها الحرس الثوري.
- المقاومة الوطنية وحشد الدعم الدولي
وكان الدور البارز لقوات المقاومة قد أسهم في كشف مدى استخدام مليشيا الحوثي السواحل اليمنية والبحر الأحمر لعمليات غير مشروعة في تهريب الأسلحة المتنوعة والصواريخ المتطورة والطيران المسيّر الذي تستهدف به اليمنيين، والسفن التجارية، وتهديد حركة الملاحة والطاقة الدولية في الممرات المائية.
كما أظهرت العمليات النوعيّة هذه الدور الاستراتيجي في منع تهريب الأسلحة للمليشيا الحوثية وإقناع المجتمع الدولي بالأدلة القاطعة باستمرار إيران في تهريب الاسلحة للحوثيين وخرق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن؛ فضلا عن كشف أكذوبة "التصنيع الحربي" التي ظلت ترددها مليشيا الحوثي الإرهابية.
- مؤتمر دولي لدعم خفر السواحل اليمنية
وأقيم الثلاثاء 16 سبتمبر الجاري، مؤتمر دولي لشراكة الأمن البحري في اليمن استضافته المملكة العربية السعودية برعاية بريطانية، بهدف دعم قوات خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وتعزيز الأمن البحري في ظل تصاعد هجمات مليشيا الحوثي ضد الملاحة الدولية.
وخلال المؤتمر الدولي الذي شاركت فيه 40 دولة، إذ أعلنت السعودية والاتحاد الأوروبي عن أولى حُزم هذا الدعم لتعزيز قدرات القوات في تأمين حرية الملاحة الدولية ومنع عمليات التهريب ونقل الأسلحة للمليشيا الحوثية.
وقدمت الدول المشاركة وعودًا بدعم قدرات خفر السواحل اليمنية، تشمل زوارق دوريات بحرية، وأنظمة رادار ساحلية، ومراكز قيادة حديثة، وبرامج تدريب متقدمة، إلى جانب تعزيز مشاركة العنصر النسائي.
وقال قائد خفر السواحل اليمنية، اللواء الركن خالد القملي، إن دعم هذه القوات «استثمار مباشر في استقرار المنطقة وضمان تدفق المساعدات ومكافحة التهريب والجريمة المنظمة».
وأكد أن اليمن، المطل على باب المندب بشريط ساحلي يبلغ 2500 كيلومتر، يمثل ممرًا حيويًا للتجارة والمساعدات العالمية.
- تهريب الأسلحة للمليشيا تهديد حقيقي
من جهته قال المحلل السياسي اليمني عبدالله عبدالكريم خلال حديثه لـ"وكالة 2 ديسمبر"، إن ضبط المقاومة الوطنية لأكبر شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين وما احتوته من أسلحة متقدمة شكل صدمة للمجتمع الدولي بشأن استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية بكميات مهولة للمليشيا والتي تستخدم هذه الأسلحة لقتل اليمنيين، واستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأضاف عبدالكريم، أن تهريب هذه الأسلحة ووصولها للمليشيا الحوثية يشكل تهديدا حقيقيا لممر الملاحة الدولية، وذلك من حيث نوع الأسلحة والصواريخ والقدرات المتقدمة لها.
وأكد أن ضبط المقاومة الوطنية للشحنة الإيرانية التي كانت تحمل 750 طنًا من الأسلحة يعد رسالة صريحة للعالم أن القوات اليمنية كالمقاومة الوطنية قادرة على القيام بمهام كبيرة بأقل الإمكانات المتاحة لديها، وإذا ما قدم لها الدعم المناسب يمكنها القيام بما هو أعظم من ذلك.
وتابع: "لذا كان دور المقاومة الوطنية في البحر الأحمر نقطة التحول في الموقف الدولي تجاه القوات اليمنية وأثبت ضرورة الاعتماد عليها بشكل وثيق وجوهري".