كشف غياب إيران، يوم أمس، عن اجتماع للتصويت على قرار اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة "إعلان نيويورك" ومرفقاته، الصادر عن المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية، وتنفيذ حل الدولتين.. مدى زيفها ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية لصالح مشروعها التدميري في المنطقة.

وصدر قرار الجمعية بأكثرية 142 دولة، ومعارضة 10 دول (إسرائيل والولايات المتحدة والأرجنتين والمجر والباراغواي وبالاو وبابوا وغينيا الجديدة وماكرونيزيا ونوراو)، وامتناع 12 دولة عن التصويت (ألبانيا والكاميرون وتشيكيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والإكوادور وإثيوبيا وفيجي وغواتيمالا ومقدونيا الشمالية ومولدافيا وساموا وجنوب السودان)، فيما تغيبت عدد من الدول بينها إيران.

وموقف إيران هذا- بحسب مراقبين- لا يعني فقط مدى استغلالها ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية في الوقت الذي كان يفترض أن يكون لها موقف في أهم قرار اتخذته الأمم المتحدة، بل يكشف- أيضًا- حقيقتها وعدم اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وتواطؤها الواضح لصالح الكيان الإسرائيلي.

كما يكشف هذا الموقف التخادم الخفي بين النظام الإيراني والكيان الصهيوني في تدمير المنطقة والوقوف بوجه أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية.

فرغم الخطاب العدائي المتبادل بين النظام الإيراني والكيان الصهيوني، فإن الواقع السياسي يشير إلى أن هناك نمطًا من التخادم غير المباشر بينهما، وآخره غياب إيران عن التصويت لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة القاضي بتسوية القضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.

كما يتجلى هذا التخادم في عدة مظاهر، بما فيها استخدام العدو الخارجي كوسيلة للتعبئة الداخلية، حيث تستخدم إيران والكيان كلًّا منهما الآخر كتهديد دائم، فالنظام الإيراني يبرر القبضة الأمنية عبر أدواته في المنطقة باسم مقاومة "العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية"، بينما توظف إسرائيل الخطر الإيراني وأدواته لتبرير السياسات العدوانية الإجرامية، وتسير النتائج في نهج واحد: تدمير دول المنطقة.

كما تتقاطع الأجندات في إضعاف البنية العربية، حيث أسهمت تدخلات النظام الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن في تفكيك الجبهة العربية، وهو أمر يستفيد منه الكيان الذي طالما سعى لإضعاف محيطه العربي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية