فيديو| حين أفاق لم يجد ساقيه.. "مروني" ضحية لغم حوثي يتحدى الإعاقة لإعالة أطفاله
ذات يوم، استفاق مروان يوسف طالب مروني على ألم لا يُحتمل، وعيناه تتفحصان جسده المكتمل بالأمس، ليكتشف فجأة أن ساقيه لم تعدا موجودتين. الصدمة اجتاحت قلبه: "عندما أفقت، أدركت أنني بلا رجلي(…..) وكانت الصدمة كبيرة"، يتنفس ببطء وهو يروي تلك اللحظة التي غيّرت حياته للأبد.
مروان، أب لثلاثة أطفال، كان يحاول النجاة مع أسرته من قرية القطابا إلى منطقة أكثر أمانًا بعد سقوط قذائف الهاون الحوثية، لكن القدر كان أسرع: "حملتُ العفش والغنم في الباص(…) وفجأة انفجر بنا لغم. ماتت أختي، وتوفي صديقي، وأصيبت زوجتي بشظايا، وأنا فقدت أطرافي السفلية"، يتذكر مروان بصوت يختنق بالحزن.
في تلك اللحظة، لم يكن الألم الجسدي وحده ما يثقل قلبه، بل الخوف من المستقبل. "بدأت أفكر… كيف سأعيش لأعيل أطفالي؟ كيف سأوفر لهم كل شيء؟ حتى أمي وأبي يعتمدون عليّ… البيت كله عليّ"، يقول مروان، الذي شعر بأن الحياة اختبرت إرادته بكل قسوة.
لكن رغم كل شيء، لم يسمح لليأس بأن يسيطر عليه. ببطء، جمع قواه وبدأ النهوض من جديد: "فقدت أطرافي، لكن الحمد لله لم أفقد الأمل… الحياة مستمرة، وحاولت أن أبدأ من جديد"، يبتسم بعيون تغمرها العزيمة الصلبة.
اليوم، مروان يواجه تحدياته اليومية بلا كلل، متمسكًا بمهنته في الصيد لإعالة أسرته، مؤكدًا: "لا بد أن أكون قويًا… لأني مسؤول عن حياة أطفالي وأهلي… أريد أن أعطيهم كل ما يحتاجون".
يدرك مروان أن اللغم الذي بتر ساقيه لم يكن سوى إحدى أدوات مليشيا الحوثي الإرهابية، التي لا تجيد سوى زراعة الموت في طرق الأبرياء. لكنه، في الوقت نفسه، يستنكر صمت العالم الذي سمح لذراع إيران بتحويل اليمن إلى حقل ألغام مفتوح، يحصد الأرواح يوميًا، ويترك خلفه ناجين مبتوري الأطراف، يحملون ندوبًا أبدية، كما يحملها مروان نفسه، شاهدًا حيًا على وحشية هذا الإرهاب.