كشفت شهادات لنساء يمنيات من محافظة حجة شمال غربي اليمن، عن معاناة إنسانية قاسية جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، إذ دفع الجوع والفقر العديد منهن إلى انتهاج "استراتيجيات تأقلم سلبية" للبقاء، بينها التسوّل في الشوارع وجمع النفايات، وفق تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان.

إحدى النساء قالت لبرنامج يوميات الشرق الأوسط في "بي بي سي" إنها تخرج يومياً لطلب المال في الشوارع لتأمين وجبتي الغداء والعشاء لأطفالها، مضيفة: "نشحت قيمة الأكل ومصاريف أبنائنا، وحتى مع التسول أحياناً لا نجد ما نأكله أو نشربه".

في مخيمات النزوح بحجة، تتكرر المأساة؛ حيث أفادت نازحة أن المساعدات الغذائية لا تصل إلا كل خمسة أشهر لا تكفي الاحتياج، والماء والفراش غير متوفرين، فيما تضطر خمس أسر للعيش تحت سقف واحد وسط غياب لكل مقومات العيش.

وأضافت أخرى، أن ديونها لصاحب المخبز لم تستطع سدادها، ما دفعها للتسوّل من أصحاب السيارات، قائلة: "أجمع المال طوال النهار، وفي نهايته أشتري ما أستطيع من طعام".

ولا يعتبر التسول النتيجة الوحيدة لهذه الظروف، إذ لجأت نساء أخريات إلى جمع علب البلاستيك من مكبات النفايات وبيعها لتوفير لقمة العيش.

وتفاقمت الأزمة بعد توقف عمل العديد من المنظمات الإغاثية الأممية بسبب انتهاكات مليشيا الحوثي، ونهبها، والقيود الإدارية التي تفرضها على تحركات فرق وعمال الإغاثة، ما أثر بشكل كبير على الاستجابات الإنسانية وتوفير الخدمات المنقذة للحياة.

وفي ظل هذا التدهور، أعلنت أكثر من مئة منظمة إغاثية، من بينها وكالات أممية ومنظمات دولية ومحلية، عن تقليص أو تعليق أنشطتها من أبرزها برنامج الأغذية العالمي، ما دفع العديد من النساء في اليمن للاختيار بين "التسول أو الجوع".

وبحسب معهد صنعاء للدراسات الاستراتيجية، تراجعت فرص العمل للنساء في اليمن بنسبة 28% بسبب الحرب، مقارنة بـ11% للرجال، فيما تؤكد إحصائيات صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 26% من الأسر النازحة تعيلها نساء، وأن النساء والأطفال يشكلون 77% من النازحين، ما يفاقم أعداد المعيلات الفقيرات للأطفال في البلاد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية