د. صادق القاضي يكتب: من هو السبب في سقوط صنعاء؟!
من هو "الشخص" الذي ساعد الحوثيين على اجتياح العاصمة صنعاء، عام 2014، ومكنهم من إسقاط الدولة والحكومة والجمهورية والدستور، والجيش والسِّلم والميثاق الاجتماعي، وأعاد اليمن إلى عهد الإمامة؟!
من السهل على أيٍّ كان، اختزال القضية، في "شخص، أو شخوص"، كما يفعل الكثيرون على سبيل الحقد أو المناكفة، أو تبرئة أشخاص وكيانات ساهمت في صناعة هذه الجائحة.
لكن المسألة ليست "شخصية"، ولا يمكن حتى إلقاء المسؤولية على عاتق حزب معين أو جماعة واحدة.. بقدر ما هي حصيلة إجمالية تراكمية لأنشطة ومواقف كثير من الأشخاص والأحزاب والتكتلات والنخب السياسية والعسكرية والقبلية والثقافية والإعلامية.. طوال عقود ماضية، وبالذات منذ 2011.
بعض العوامل الجوهرية تتعلق بطبيعة التجربة الجمهورية في اليمن، بما فيها من نواقص وأوجه قصور وأخطاء وصراعات بين مكونات داخل كيان النظام الجمهوري، وما يتعلق بذلك من سياقات وعوامل وتحولات داخلية وخارجية، منذ 1962.
وبالتالي؛ فهذه القضية الحساسة المعقدة بحاجة إلى أرضية منهجية موضوعية لدراستها والإفتاء فيها من قِبل باحثين ومؤرخين، ومثقفين ومفكرين كبار، بعيدًا عن الضوضاء والهشتاجات، ونزق الثوار والمراهقين والذباب الإلكتروني.
وفيما يتعلق بشكل مباشر بنكبة 2014، الجروح لا تزال طرية، والدخان ما يزال يتصاعد، والجميع بات خارج صنعاء، والأولية اليوم لاستعادة ما فرط فيه الجميع بدرجات متفاوتة، بدلًا من الانجرار وراء الأحقاد والخصومات الفاجرة، والمشاريع الصغيرة التي يمكن اعتبارها أهم وأوضح وأقرب الأسباب والعوامل التي أسقطت صنعاء في قبضة الإمامة العائدة.