الشرق الأوسط: إيران تعزز استثمارها في الحوثيين كورقة ضغط رخيصة الكلفة
في وقت تتراجع فيه أدوات طهران التقليدية في لبنان وسوريا والعراق، تكشف التطورات المتسارعة في اليمن عن تكثيف إيران دعمها العسكري للمليشيا الحوثية، التي باتت تشكل رأس الحربة الأخطر لأجندتها الإقليمية.
ويشير تحليل نُشر في صحيفة الشرق الأوسط إلى أن طهران ترى في الحوثيين ذراعًا هجومية مباشرة لتنفيذ عملياتها بالوكالة، دون تكبّد خسائر بشرية أو الدخول في مواجهات مباشرة، مع خصومها.
وبينما تعاني إيران داخليًا من ضغوط اقتصادية وسياسية، فإنها وجدت في اليمن موقعًا استراتيجيًا مثاليًا لإبقاء باب المندب والبحر الأحمر تحت التهديد، وبالتالي تأمين ورقة ضغط دائمة في ملفات التفاوض مع الغرب.
ورغم الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية، لا تزال المليشيا الحوثية قادرة على تنفيذ الهجمات، مدعومة بمنظومات إيرانية متطورة تشمل صواريخ بحرية وطائرات مسيرة ورادارات متقدمة، يؤكد خبراء عسكريون أن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يشرفان على تشغيلها ميدانيًا.
ويرى مراقبون يمنيون أن المليشيا باتت أداة إيرانية مكتملة المواصفات، تُستخدم لاستنزاف خصوم طهران وإشغال القوى الإقليمية والدولية، فيما تكسب إيران نفوذًا دون أن تدفع الثمن المباشر.
وفي ظل استمرار تهريب الأسلحة والتدريب والتنسيق، يبدو أن طهران لا تنوي التخلي عن الحوثيين، بل تعمل على ترسيخ دورهم كمنصة هجومية متقدمة وأداة تفاوض استراتيجية في صراعاتها المفتوحة.