حظيت العملية النوعية التي نفذتها القوات البحرية التابعة للمقاومة الوطنية- بإسناد استخباراتي دقيق- بإشادة واسعة من عدد من القيادات العسكرية، واعتُبرت تحولًا استراتيجيًا في مسار المعركة مع مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، بعد إحباط العملية لأضخم شحنة أسلحة كانت في طريقها عبر البحر الأحمر إلى يد المليشيا.

أكذوبة الحوثي التصنيعية

العميد محمد الكميم، مستشار وزارة الدفاع، اعتبر، في تصريح خاص لـ"2 ديسمبر"، أن هذا الإنجاز يمثل "نقلة استراتيجية فارقة في مسار المواجهة الوطنية ضد مليشيا الحوثي"، مضيفًا أن أهمية العملية "تكمن في أنها أثبتت للعالم أن المعركة ليست يمنية- يمنية، بل يمنية- إيرانية بواجهة حوثية".

وأضاف الكميم أن "كسر شريان التسليح عبر البحر بمثابة قطع الوريد العسكري للحوثيين، ما يُضعف قدرتهم على الاستمرار في الحرب والابتزاز السياسي"، موضحًا أن هذه العملية "تُعزز ثقة الشعب اليمني بوجود قوة وطنية فاعلة تحميهم، على عكس ما تروج له المليشيا من أكاذيب تضليلية".

وتابع: "العملية فجّرت زيف أكذوبة الحوثيين بشأن القدرة على التصنيع الذاتي؛ إذ ضمت الشحنة المضبوطة أسلحة متطورة منها إيرانية خالصة، وأخرى روسية وصينية، دون وجود أي بصمة تصنيع محلي. الحوثي لا يمتلك القدرة على تصنيع حتى طلقات الكلاشينكوف".

وأكد أن استمرار التهريب دليل دامغ على عدم وجود أي قدرات إنتاج داخلية لدى الحوثيين.

وأشار الكميم إلى أن العملية "تحمل رسائل ثقيلة ومباشرة إلى إيران، مفادها أن مشروعها مكشوف ومخترق، والحوثي ليس سوى أداة مأجورة بلا قرار ولا مشروع وطني، يسوّق خطابًا زائفًا عن المقاومة في حين أن طهران نفسها مخترقة من تل أبيب، وترد بمسرحيات جوفاء".

تجميع لا أكثر

من جانبه، قال الخبير العسكري، العميد عبدالصمد المجزفي، في تصريح لـ"2 ديسمبر"؛ إن العملية "أثبتت أن ما يقوم به الحوثيون مجرد عملية تجميع لقطع صواريخ وأسلحة إيرانية، لا تصنيع كما يزعم إعلامهم".

وأضاف المجزفي: "الشحنة التي تم ضبطها تضمنت مكونات دقيقة لتركيب الصواريخ والمخططات والمقسمات، وكل القطع التي تُستخدم في التصنيع، وهذا بحد ذاته يُسقط كليًا ادعاءاتهم؛ إذ لا يُعقل أن مليشيا محاصرة، دون بنية تحتية أو كوادر مؤهلة، قادرة على تصنيع أسلحة متطورة تتعثر في إنتاجها حتى بعض الدول".

وأكد المجزفي أن "إرسال إيران هذه الكمية الضخمة دليل على أنها باتت محاصَرة في مناطق نفوذها التقليدية، بعد تقليص دورها في لبنان وسوريا والعراق، ولم يتبقَّ أمامها سوى الحوثيين لتستخدمهم كمنصة تجريب لصواريخها، وأداة ضغط على أمريكا والغرب".

ضربة موجعة

أما العقيد عبدالباسط البحر، نائب رئيس التوجيه المعنوي بمحافظة تعز، فقد وصف العملية، في تصريح خاص لـ"2 ديسمبر"، بأنها "من أضخم العمليات الاستخباراتية والبحرية على الإطلاق"، مضيفًا أنها "نجحت في إحباط تهريب 750 طنًا من الأسلحة المتطورة، بينها منظومات صاروخية بحرية، وطائرات مسيّرة، ورادارات دقيقة، وأسلحة قنص، وصواريخ موجهة، وعدسات حرارية، وذخائر متنوعة".

وأضاف البحر: "هذه العملية الاستثنائية وجهت ضربة مباشرة للعمود الفقري للمشروع الإيراني في اليمن، وقَطعت أحد أهم خطوط الإمداد للحوثيين، وهو ما يُعد تحوّلًا استراتيجيًا في المعركة الوطنية".

وتابع: "ما قامت به المقاومة الوطنية يُعزز الثقة الوطنية بين كل المكونات، ويُثبت أن هناك قوة يمنية قادرة على حماية أمن البلاد، كما يُثبت احترافية الاستخبارات والرصد والتنفيذ، ويمنح اليمن دورًا متقدمًا في حماية أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

كما أكد البحر أن "العملية عرّت- بشكل سافر- أكذوبة التصنيع الحربي الحوثي، فكل ما يُعرض في معارضهم ليس سوى سلاح إيراني تم طلاؤه بشعارات طائفية، لتضليل الناس، بينما الحوثي مجرد غلاف لمشروع خارجي يُدار من طهران ويُنفذ بأوامر خبراء الحرس الثوري".

وفي ختام حديثه، وجّه البحر "التحية لكل يد يمنية وطنية على الزناد، في البر والبحر، وفي وحدات الاستخبارات والرصد، الذين يؤكدون في كل مرة أن اليمن ليست ساحة مفتوحة للملالي، بل وطن سيحمي سيادته مهما كان الثمن".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية