بصورة إجرامية بشعة تضاف إلى جرائم المليشيا الحوثية المدعية (قَرَانة) القرآن أقدمت مسيرة الموت والعداء للقرآن على قتل الشيخ الشهيد/ صالح حنتوس أحد شيوخ ومعلمي القرآن في ريمة، بعد محاولة استهدافه في مسجده واعتقال أبنائه ومن ثم محاصرته في منزله طيلة أسبوع بقوة عسكرية ضخمة لا تضاهي استعصام شيخ سبعيني في منزله مع زوجته ووالدتها.

يعكس التنكيل الحوثي برجال الدين ورموز المجتمع وقمع الأصوات المناوئة لانحرافهم عن العقيدة ومبادئ الوطن انحلال أخلاقهم وتشوه شريعتهم وقبح سلوكهم، استشهد حنتوس وهو شامخ مصابر ذائد عن عرضه وكرامته، اختار الشهادة على ذل العبودية وقبول الإساءة لمبادئ الدين وقيمه، حيث دأبت الجماعة على اجتثاث الأسماء التي رفضت تسويق العبث الديني السلالي الذي يريد تنصيب (قُرناء) القرآن _حسب زعمهم_ وتبجيلهم على النص القرآني نفسه.

المثير للغرابة تحريك الحوثي لقوة عسكرية مهوولة وضرب منزل الشهيد بمختلف أنواع الأسلحة بصورة وحشية أثارت الخوف في المنطقة، وكشفت كيف أن الجماعة مذعورة من الداخل ومرتجفة من الأعماق، فتمارس قمعها بكل فجاجة وتسلب أرواح الأبرياء بقسوة تظهر مدى كونها عصابة سلالية إرهابية لا تراعي حُرمة للدين ولا لرجاله وشيوخه.

لقد أثبت الشيخ/ صالح حنتوس _بموقفه البطولي_  للمليشيات بأنه مهما بلغت وحشيتهم أقصى مداها فإنهم منبوذون، وليس كل اليمنيين الواقعين تحت سلطتهم قابلين بمشروعهم الإرهابي وفكرهم الطائفي، فهناك من يختار درب الشهادة ولا البقاء تحت قُبة التدمير العنصري لكل الثوابت والعقائد والقيم الإنسانية المنتهكة حوثيًا بأشنع الأساليب وأفدح الأشكال.

لقد استنكر اليمنيون هشاشة المليشيا وهي تستقوي على رجل مسن وفاضل كان إخلاصه مثاليًا لدينه ووطنه، بينما أعداؤه لا دين ولا وطن لهم إلا الموت المتفشي على فوهات بنادقهم، استشهد صالح حنتوس بكل شموخ ولحق عار الدهر ولعنة الخزي بقاتليه الضعفاء الذين هاجموه كأنه ترسانة عسكرية في معركة مصيرية، ولم يتوقف حمقهم وفخر انتصارهم إلا بإزهاق روحه.

لقد سجل حنتوس بطولته بدمه وخط شجاعته بروحه الصابرة المحتسبة أمرها لله من جور الطغاة المستبدين الطائفين، لا نريد للروح اليمنية أن تداس كرامتها  وتكبح جماحها وتعلن رضوخها المذل لعصابة سلالية،  فاستشهاد معلم القرآن انتصار لا هزيمة، شكيمة لا سقوط؛ لأن الحوثي يرهبه من يرفضه، ويدمره من يصد أفكاره حتى لو كان فردًا مسالمًا مسنًا كحال بطلنا الجمهوري حنتوس،  الرحمة لروحه والخلود لاسمه ومواقفه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية