في أروقة المخيّم الطبي لعلاج حَوَل العيون بمدينة المخا- غربي اليمن، تتوالى قصص شفاء وامتنان بعد معاناة امتدت سنوات.

استقبل المخيم الذي ينظمه دائرة الخدمات الطبية وخلية الأعمال الإنسانية بالتنسيق مع مستشفى العيون التخصصي،  مئات المرضى من محافظات متعددة، يأملون في وضع حد لرحلة علاج طال أمدها في ظل غياب القدرة على دفع التكاليف الطبية العالية.

وفاقت نسبة الإقبال توقعات القائمين على المخيم، حيث وصل مئات المرضى تاركين انطباعات إنسانية تعكس الفرق الذي أحدثه في نفوسهم.

وفي حديثهم إلى كالة "2 ديسمبر"، روى عدد من القادمين قصص شفاء مؤثرة.

لم ندفع ريالًا واحدًا

تروي حمامة هزاع (من مديرية المقاطرة- محافظة تعز) أنها اصطحبت ابنتها هدى (18 عامًا)، إلى المخا حيث وصلت أول أيام المخيم، مضيفة: "تم استقبالنا وأجرينا كافة المعاملات".

وتابعت حمامة: "في اليوم الثاني تم إدخال ابنتي غرفة العمليات لإجراء العملية الجراحية، وكل شيء هنا في المخيم مجان ولم ندفع ريالًا واحدًا".

وقالت، وهي مبتهجة بشفاء ابنتها: "نشكر كل من يصنع الابتسامة لبناتنا وأبنائنا".

حياة جديدة

"قبل أيام قليلة كنت أخاف أن يفرض عليّ هذا المرض تأجيل زواجي"، هكذا بدأ هاني محمد قايد تركي (25 عامًا- من محافظة لحج) حديثه لوكالة "2 ديسمبر"، مضيفًا: "وصلت المخا وخلال يومين اجتزت فحوصاتي، وأجريت العملية بنجاح، والآن سأرجع إلى بلادي وسأتزوج".

وأشار تركي إلى أنه كان قد أجّل عمليته سابقًا بسب الظروف المادية القاسية التي فاقمت معاناته، ولكنه الآن يشعر بتفاؤل وسينطلق إلى حياة جديدة تغمرها الصحة والعافية وأمل في مستقبل زاهر، حد وصفه.

وعبّر هاني عن شكره لنائب رئيس مجلس القيادة طارق صالح، الذي تبنى المخيم وخفف من هموم المرضى، كما أثنى على الفريق الطبي الذي يعمل بكل تفانٍ.


أما فاطمة أحمد (من أبناء كريتر- عدن)، فرأت إعلانًا عن المخيم في مواقع التواصل الاجتماعي، لتجدها فرصة حتى تأتي بطفل أخيها أمجد (5 أعوام)، مغمورة بالأمل في أن يتجاوز مرضه.

تقول فاطمة: "تابعنا الإعلان قبل يوم من انطلاق المخيّم، ووصلنا إلى المستشفى السعودي الميداني، وتم إجراء الفحوصات وإدخال الطفل إلى غرفة العمليات بأريحية، وتلقينا الماء والغذاء والرعاية دون مقابل".

وتابعت بنبرة مليئة بالأمل: "الحمد لله، حالته الصحية الآن جيدة وسيتم نزع الخيط خلال يوم ونعود مباشرة إلى عدن".

وتشير فاطمة إلى أن هذه الخطوة وفرت عليهم عناء التنقل الطويل، وتكلفة العلاج في القطاع الخاص، قائلة: إن "الظروف المادية لم تسمح بعلاجه في المستشفيات الخاصة رغم أن الأطباء قرروا العملية قبل سنتين".

وتوجهت بعبارة امتنان للدعم الذي قدمه طارق صالح، بما فيه العلاجات والفحوصات والماء والطعام بشكل مجاني.

إقبال فاق التوقعات

أكد مدير المخيم الدكتور ياسر عبده عثمان، أن عدد المسجلين والفحوصات، في اليومين الماضيين، وصل إلى 734 حالة.

وأوضح الدكتور ياسر- في تصريحه لوكالة "2 ديسمبر"- أن المخيم استقبل أكثر من 734 حالة.

وقال؛ إن حجم إقبال المرضى على المخيم من جميع أنحاء البلاد فاق التوقعات الأولية ولم يكن يتخيله.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية