عبدالناصر المملوح يكتب: أول حرب في الشرق الأوسط لصالح الوطن العربي
يستفزك أذناب إيران حين يصرخون: "أين العرب"، حتى أنهم نسوا شعارهم الزائف "الموت لإسرائيل" في اللحظة التي يفترض أن يسود ويُترجم إلى واقع وقد جاءتهم إسرائيل بنفسها لحربهم.
لو كانت إيران هي التي شنت الحرب على الكيان الصهيوني لكان الوضع مختلفًا نوعًا ما في المزاج الشعبي العربي؛ كونها- لو فعلت- أعطت شعارها "الموت لإسرائيل" شيئًا من المصداقية، غير أن ذلك لم يحصل وما كان ليحصل في ظل نظام ملالي طهران ولو بعد ألف عام.
ما حصل أن الكيان الصهيوني هو الذي شن الحرب، وكانت الضربة المباغتة في معظمها- أو أهمها- من داخل الأراضي الإيرانية وبأيادي خبراء إيرانيين، ولا شك أنهم من منتسبي الحرس الثوري الإيراني العاملين مع الموساد الإسرائيلي، وكان لهذه الضربة الأثر الكبير في مجريات الحرب لصالح الكيان الصهيوني حتى اللحظة.
ولأن نظام ملالي طهران لم يكن يخطط لحرب مباشرة مع إسرائيل، إطلاقًا، ها هو يستجدي الولايات المتحدة الأمريكية- التي دأب على تسميتها "الشيطان الأكبر"- حتى تضغط على إسرائيل لوقف الحرب رغم أنه المعتدى عليه؛ بل لقد قصّرت عليه تل أبيب المسافات واختصرت الوقت ووفرت له المبرر الكافي للحرب عندما جاءته إلى عقر داره.
وعلاوة على ذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية تشارك إسرائيل حربها على إيران من خلال مشاركتها في تأمين الغلاف الجوي للكيان الصهيوني والتصدي للصواريخ الإيرانية، ومع ذلك يتعامى نظام الملالي ويدفن رأسه بعمامته السوداء بين الرمال ويعلن استعداده العودة بمرونة إلى طاولة المفاوضات بشرط أن توقف إسرائيل الحرب.. أهناك خنوع ومذلة أكثر من هذه يا من تهتفون "هيهات منا الذلة"؟!
الحرب الإسرائيلية المفروضة على نظام ملالي طهران لا ناقة لنا فيها ولا جمل؛ بل لعلها الحرب الأولى في الشرق الأوسط التي تصب نتائجها في صالح الوطن العربي الذي يهمه إضعاف الاحتلالين معًا.. وإذا كان الكيان الصهيوني يحتل فلسطين، فإن النظام التوسعي الإيراني يعبث بأربع دول عربية
وباختصار؛ الحرب الإسرائيلية المفروضة على نظام ملالي طهران لعلها انتقام إلهي لدماء أبناء غزة من الطرفين؛ ملالي طهران دفع "حماس" لتنفيذ 7 أكتوبر انتقامًا لمقتل قاسم سليماني- قائد فيلق القدس الإيراني- وتركهم يواجهون مصيرهم حتى اللحظة، لقمة سائغة للكيان الصهيوني الغاشم.