في ظل أزمة مياه طاحنة تعصف بمدينة تعز، نتج عنها ارتفاع أسعار المياه المعبأة عبر الصهاريج إلى مستويات غير مسبوقة، ما فاقم معاناة المواطنين بشكل يومي، يأتي الاهتمام المجتمعي والرسمي بمشروع مياه الشيخ زايد كشريان حياة لإنهاء هذه الأزمة التي تؤثر على ملايين السكان المثقلين بأعباء الحصار الحوثي.

وكان نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي طارق صالح، قد وضع حجر الأساس لهذا المشروع الحيوي، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية عشرة ملايين دولار بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، في مارس 2023 خلال زيارته لمدينة تعز، وفي سبتمبر من ذات العام بدأت أعمال حفر الآبار في منطقة "طالوق"؛ لكن المشروع واجه عقبات حالت دون تنفيذه كليًّا حتى الآن.

نبذة عن المشروع

تقضي خطة التنفيذ التي أُوكِلت إلى شركتين، بأن يُبدأ المشروع بحفر عشر آبار مياه جديدة، لتشكل أساس إمداد مائي مستدام للمدينة، حيث تتجمع مياه هذه الآبار في خزان تجميعي رئيسي يقع في وسط الحقل، يتمتع بسعة هائلة تبلغ 2000 متر مكعب، ما يضمن توفر كميات كبيرة من المياه.

ولضمان وصول المياه إلى المستفيدين القريبين، يشتمل المشروع على إنشاء خزان بسعة 50 مترًا مكعبًا إلى جانب شبكة توزيع مياه متكاملة مصممة خصيصًا لخدمة قرى طالوق.

من ناحية الطاقة، صُممت الدراسات لإنشاء منظومة طاقة شمسية بقدرة 850 كيلو وات لتغذية الآبار العشر، مدعومة بعشرة مولدات كهربائية احتياطية لضمان عدم انقطاع الإمداد، بالإضافة إلى مبنى متكامل للتحكم والإدارة يشرف على سير العمليات.

ولربط هذه المكونات بعضها ببعض، يمتد أنبوب رئيسي من الدكتايل عالي الجودة بطول 12 كيلو مترًا وبقطر 20 بوصة، ليضمن نقل المياه بكفاءة وفعالية إلى المدينة، بينما سيكلل المشروع بإنشاء خزان تجميعي عملاق آخر بسعة 5000 متر مكعب، ليعزز القدرة التخزينية ويضمن استمرارية توفر المياه بكميات وافرة للمدينة.


أزمة مياه تزداد تفاقمًا
تعيش تعز، منذ سنوات، واقعًا مائيًا مريرًا فاقمته سنوات الحرب والحصار الحوثي على المدينة؛ فمشروع المياه الحكومي الذي كان يغطي احتياجات نحو 80% من السكان قبل الحرب، بات اليوم متوقفًا عن العمل.

وتشير تقارير حديثة إلى أن سعر صهريج الماء (الوايت) وصل إلى قرابة 100 ألف ريال يمني، وسط شح حاد في توفره، ما يثقل كاهل الأسر في ظل الضائقة الاقتصادية والمعيشية.

وفي ديسمبر 2023، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"؛ إن مليشيا الحوثي استخدمت المياه في تعز كسلاح من خلال منعها تدفق المياه من الحوضين الخاضعين لسيطرتها إلى مدينة تعز، رغم معرفتها التامة أن السكان يعتمدون على هذين الحوضين في توفير المياه.

وأكدت المنظمة أن الحوثيين استمروا أيضًا في منع وتقييد المياه كجزء من حصارهم للمدينة، ما أعاق دخول شاحنات المياه، كما منعوا مرارًا وكالات الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى المدينة لتقديم خدمات المياه والصرف الصحي إلى السكان، وزرعوا الألغام الأرضية داخل البنية التحتية والمرافق المائية وحولها.


مشروع الشيخ زايد.. أملٌ ينتظر الإنجاز

في ظل هذا الواقع الصعب، جاء مشروع مياه الشيخ زايد برعاية كريمة من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وبدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة، ليقدم حلًا واعدًا يهدف إلى توفير ما يقارب 6 ملايين لتر من المياه العذبة يوميًا لمدينة تعز، وقد حظي المشروع بمتابعة حثيثة من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، الذي دعا مرارًا إلى إزالة العراقيل التي تعيق استكماله.

وإدراكًا لأهميته، أكدت أحزاب سياسية وقيادات مجتمعية في تعز مؤخرًا استعدادها الكامل لإنجاح هذا المشروع وإزالة العراقيل، التي حالت دون تنفيذه حتى الآن رغم أهميته الملحة لسكان المدينة في ظل هذه الظروف، خاصة وأن الحقول المائية التي كانت تعتمد عليها تعز قبل الحرب تقع أغلبها في خطوط التماس أو تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية التي تمنع ضخ المياه إلى المدينة كجزء من سياسية العقاب الجماعي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية