في أقل من 24 ساعة بعد الجنازة المهيبة للشيخ ناجي جمعان في مديرية بني الحارث بصنعاء، سارعت المليشيا الحوثية إلى الدعوة لتنظيم حشد جماهيري في المديرية ذاتها، في محاولة لمنافسة الحضور الشعبي الكبير الذي شهدته مراسم تشييع الشيخ المناضل.

وشهدت جنازة الشيخ ناجي جمعان، أحد الشخصيات الوطنية البارزة، وأبرز ثوار الثاني من ديسمبر، حضور عشرات الآلاف من أبناء صنعاء ومحافظات أخرى، الذين توافدوا إلى بني الحارث لتوديعه إلى مثواه الأخير، وهو المناضل الذي قدم اثنين من أبنائه شهداء في مواجهة المليشيا الحوثية، ما عزز مكانته كرمز وطني في الوجدان الشعبي.

في المقابل، جاءت الاستجابة لدعوة المليشيا الحوثية لتنظيم ما أسمته "وقفة قبلية" ضعيفة للغاية، حيث اقتصر الحضور على عدد قليل، معظمهم أطفال تم تحشيدهم من المدارس، كما أظهرت الصور التي نشرتها وسائل إعلام المليشيا.

وعلى الرغم من التهديد والإكراه الذي تتبعه المليشيا أثناء إقامة الحشود لإظهار شعبية مزيفة، إلا أنها فشلت هذه المرة في حشد أعداد تُذكر تُجاري الحشود التي خرجت بالأمس.

وتكشف المقارنة بين الصور التي وثّقت حشود تشييع الشيخ ناجي جمعان وحشد المليشيا الحوثية اليوم، عن فارق هائل في العدد والحماسة والانتماء، إذ إن حضور جنازة الفقيد جمعان كان طوعياً، رغم المراقبة الحوثية والتضييق على المواطنين، ما شكل صدمة للمليشيا؛ كونه كان معبرًا عن رفض اليمنيين لمشروعها الطائفي.

وكانت المليشيا الإرهابية تسعى من خلال حشدها في بني الحارث إلى استعراض شعبيتها المزعومة، ومحاولة إظهار حضور يفوق ما شهدته جنازة الشيخ ناجي جمعان، لكنها اصطدمت مجدداً بحضور هزيل، معظمه من الأطفال تحت الإكراه، ما يؤكد حالة النبذ والرفض الشعبي الواسع لمشروعها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية