التشييع المهيب للشيخ ناجي جمعان في صنعاء.. عن وعي جمهوري ورفض للوصاية الإيرانية (تقربر)
طغت مقاطع الفيديو والصور التي وثقت جنازة المناضل الكبير الشيخ ناجي جمعان في العاصمة المختطفة صنعاء، الأحد، على تناولات المدونين اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تحوّل التشييع إلى ما يشبه تظاهرة شعبية وسياسية بدلالات واضحة عكست وعياً جمهورياً جامعاً ورفضاً لمشروع الوصاية الإيرانية.
حضور شعبي وقبلي غير مسبوق في وداع الشيخ القبلي والمناضل العتيد الذي قاوم المشروع الحوثي وضحى بالكثير، مقدماً اثنين من أبنائه شهداء في معركة الخلاص الوطني المستمرة، كما أنه يعد أحد أبرز الشخصيات المشاركة في ثورة الثاني من ديسمبر الباسلة التي دعا إليها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح في العام 2017م.
وأشار عبدالرحمن معزب، رئيس الكتلة البرلمانية للمكتب السياسي، إلى أن التشييع كان "استفتاءً شعبياً مهيباً"، جاء دون ضغوط أو إكراه أو إغراء، مما يعكس مدى الاحترام والتقدير الذي حظي به الشيخ الفقيد ناجي جمعان في الوسط المجتمعي والقبلي.
وأكد الصحفي عدنان الجبرني، أن الحضور الكبير لمختلف شرائح المجتمع، بمن في ذلك أبرز المشايخ، يعكس "ضيقاً" بمليشيا الحوثي، مشيراً إلى أن المجتمع اليمني لا يزال يحتفظ بهويته المستقلة، بعيداً عن طقوس وتعبئة المليشيا؛ ومؤكداً أن هذا الحضور يُظهر عزلة الحوثيين حتى في المناطق التي يسيطرون عليها.
معمر الإرياني، وزير الإعلام، وصف التشييع بأنه "تظاهرة سياسية وشعبية صامتة"، أكدت أن القبيلة اليمنية لا تزال تملك قرارها وتتمسك بثوابتها الوطنية، رافضةً هيمنة المليشيا الحوثية رغم القبضة الأمنية المفروضة.
وأشار الإرياني إلى أن هذا الحدث عكس حجم الاحتقان الشعبي والرفض المتزايد لسياسات الترهيب والإقصاء التي تمارسها المليشيا، خاصة في الأوساط القبلية.
من جانبه، أكد فهد الشرفي، مستشار وزير الإعلام، أن مواقف الشيخ ناجي جمعان الوطنية جعلته رمزاً محترماً في حياته ومهاباً في رحيله.
الصحفي خطاب الروحاني أفاد في تعليقه بأن اليمنيين طوّروا "كراهية مطلقة" لمليشيا الحوثي، رغم محاولاتها تحسين صورتها؛ مشيراً إلى أن هذا التشييع يعكس رفضاً شعبياً واسعاً لهذه المليشيا حتى في المناطق التي تزعم زوراً أنها تدين لها بالولاء.
بدوره، لفت السياسي صالح سميع إلى أن الحشد الكبير في الجنازة دليل واضح على كره الناس للحوثيين وحبهم للشيخ ناجي، الذي واجه المليشيا بالسلاح، واستشهد اثنان من أبنائه في معركة الخلاص الوطني.
وكتب أحد المدونين على منصة إكس، أن المشيعين لجثمان الشيخ ناجي جمعان جعلوا هذه المناسبة "ميداناً للتعبير عن جمهوريتهم" ورفضهم لـ"مشروع العبودية" الذي يمثله الحوثيون، مشيراً إلى أن المشيعين وجهوا رسالة ضمنية للشرعية مفادها أن إشعال الجبهات سيفتح المجال أمام ثورة شعبية داخلية تسقط الحوثي بين عشية وضحاها.