تقرير| تحرير الضالع.. الملحمة التي سطرت أولى فصول النصر على المشروع الإيراني
منذ لحظات التصدي الأولى لجحافل الانقلاب الحوثي وهي تغزو محافظات البلاد، شكل الصمود الاستثنائي لمحافظة الضالع علامة فارقه في المعركة الوطنية ضد المشروع التوسعي الإيراني، حيث جسدت المقاومة الجنوبية هناك واحدةً من أهم الملاحم الوطنية ضد التوسع الصفوي وأدواته (مليشيا الحوثي الإرهابية).
وكان العامل الحاسم في تحرير الضالع من مليشيا الحوثي في وقت مبكر يوم الخامس والعشرين من مايو 2015، مقرونًا بالتكاتف والتوافق الذي انتهجه أبناء المحافظة، وشعورهم الوطني بحتمية المقاومة وضرورة الانتصار على هذا المشروع، الأمر الذي نمّ عن وعي وإدراك لدى المقاومة الشعبية التي وظفت كل طاقاتها وإمكاناتها في القتال الشرس ضد أدوات إيران.
وحمل الإعلان عن انتصار محافظة الضالع في مثل هذا اليوم عام 2015، بارقة أمل للمقاومة في كل المحافظات التي تصدت للمليشيا الإرهابية، حيث أعطى هذا الانتصار دفعةً معنويةً هائلةً، ورفع من عزائم المقاتلين على امتداد الجغرافيا اليمنية المُقاومة، ليؤكد أن النصر على المشروع الإيراني وأدواته كان- وما زال- ممكنًا مهما كانت التحديات، وأن الإرادة هي العامل الحاسم في أي معركة.
لقد شكلت الضالع بذلك نقطة تحول مفصلية، وقدمت ملحمة أسطورية سطرت بدماء الأبطال أولى فصول الانتصار الكبير الذي أشرقت بداياته الأولى من هذه المحافظة، ثم توالت الانتصارات تتحقق تباعًا وسط انتكاسات متلاحقة لمليشيا الحوثي على أكثر من جبهة قتالية شمالًا وجنوبًا بإسناد من التحالف العربي الداعم لليمن.
وبعد التحرير لم يكتفِ أبناء الضالع بإنجاز هذا النصر الحاسم في محافظتهم، الذي تحقق في وقت قياسي بعامل الإرادة؛ بل إن الطلائع القتالية- التي تدفقت من الضالع والتحقت بالمقاومة في جبهات متعددة في أكثر من محافظة- شكلت إضافة نوعية لتشكيلات المقاومة؛ إذ إنها جاءت محملة بخبرة المعركة وحماسة الانتصار، ما جعلها قوة ضاربة ساهمت بفاعلية في تغيير موازين القوى على الأرض، ومهدت الطريق لتحرير المزيد من الأراضي اليمنية من قبضة المشروع الإيراني وأدواته.
وتأكد تباعًا، أن الضالع- التي ذاق الحوثيون فيها مرارة الهزيمة بخسائر فادحة- لم تكن مجرد ساحة لأول انتصار، ولم تنكفئ فيها المقاومة على هذا المكسب فحسب؛ بل كانت منطلقًا لتحقيق مزيد من الانتصارات والمكاسب الوطنية، ولم يكن انحسار الجغرافيا تحت أقدام وكلاء إيران إلا بفضل المقاومة المسلحة التي أينعت ثمرتها الأولى انتصارًا عريضًا ومشرقًا في محافظة الضالع.
من المعروف أن جهود المقاومة في بدايات التصدي للمشروع الإيراني كانت متواضعة إلى حدٍ كبير من حيث التسليح والتجهيز، لكن ما ميزها هو الإيمان الراسخ بعدالة القضية التي تقاتل من أجلها، والإرادة الصلبة في الدفاع عن الأرض والكرامة، وهو ما عوض نقص الإمكانيات المادية، ما يؤكد أن الانتصار على المشروع الحوثي قادمٌ لا محالة وأن المعركة الفاصلة ضد أدوات إيران في الضالع ستكرر في بقية المحافظات المحتلة وصولًا إلى صنعاء.