جدد الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، قصفه على اليمن، مستهدفًا مجموعة من المنشآت الاقتصادية والخدمية الحيوية التي تشكل عصبًا رئيسيًا في المنجزات التي تحققت لليمن منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الماضي، ومستكملًا مسيرة التدمير التي تتقاسم تنفيذها إيران وإسرائيل معًا في اليمن.

وجاءت هذه الاعتداءات لتنسف المكتسبات الوطنية البارزة في الاقتصاد اليمني، بعد أن وفرت المليشيا الحوثية الإرهابية الذرائع للاحتلال لمواصلة اعتداءاته السافرة؛ تنفيذًا لأجندة مموليها في النظام الإيراني الإرهابي الذي لا تعنيه الكلفة الباهظة التي يدفعها اليمنيون فاتورةً لأطماعه التوسعية.

وقصف الاحتلال الإسرائيلي قبل ساعات، مطار صنعاء الدولي، حيث دمر ثلاث طائرات مدنية للخطوط الجوية اليمنية رابضة في المطار منذ اختطفتها مليشيا الحوثي الإرهابية، وبرج المراقبة والمدرج وصالات المسافرين؛ كما استهدف- أيضًا- مصنع إسمنت عمران ومحطات كهرباء حزيز وذهبان وعصر.

وجاء القصف الإسرائيلي بعد يوم واحد من قصف مماثل للاحتلال استهدف ميناء الحديدة وتسبب في تدمير خمسة أرصفة؛ ومصنع إسمنت باجل في المحافظة ذاتها، الذي يُعد أقدم مصانع الإسمنت في اليمن ويعود تاريخ إنشائه إلى بداية سبعينيات القرن الماضي.

وألقى الاحتلال الإسرائيلي على ميناء الحديدة ومصنع إسمنت باجل 50 قنبلة عبر سرب طيران حربي مؤلف من ثلاثين طائرة، أدت- وفق اقتصادين- إلى خسائر بمليارات الدولارات يدفع فاتورتها اليمنيون، من أرواحهم ومنجزات بلدهم، وهو ما يفسر عدم اهتمام المليشيا الحوثية بالدمار الذي يطال البنية التحتية وأرواح المواطنين جراء الغارات الإسرائيلية.

بالإضافة إلى الخسائر المادية الفادحة، يدفع هذا التدمير الممنهج الذي تستدعيه المليشيا بإيعاز إيراني عشرات الآلاف من الأسر اليمنية إلى دوامة الفقر المدقع، حيث كانت هذه المؤسسات الخدمية والحيوية شريانًا رئيسيًا يوفر آلاف فرص العمل ويعيل أسرًا بأكملها، ومع تدمير مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، ومصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء، تفقد أعداد هائلة من العمال مصادر رزقهم الوحيدة.

وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية سباقة في مشروع التدمير الممنهج لمقدرات اليمنيين، حيث دمرت قطاعات خدمية وتجارية واقتصادية حيوية، منذ انقلابها على الدولة، ليأتي الاحتلال الإسرائيلي ويستكمل المشوار الذي بدأه الحوثيون في نسف أهم المنشآت الاقتصادية والخدمية التي استغرق اليمن عقودًا ودفع المليارات لبنائها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية