هل اقتربت الساعة؟!
كل الجبهات
كل المتارس
كل الخنادق
كل فوهات البنادق والمدافع
كل القادة والساسة
كل الضباط والجنود
كل الصيحات والخطوات
كل التأهبات والعروض والتحشيدات
كل شرائح المجتمع ونخبه ورموزه
كل الأصابع القابضة على الزناد
كل الرصات والقذائف
كل يمني حر مدني وعسكري شمالي وجنوبي
كل شيء في اليمن ساكناً ومتحركاً
كل هذا الزخم الكلي يُجمع على اقتراب ساعة الاجتثاث وانفلاق قمر السلالة وأنه حان موعد الأفول شاء من شاء ولا يأبى إلا كائن أدمن الاستعباد ومرغت نفسه بالرضوخ ولم يتذوق يوماً طعم الحرية ولا صلة له بشيء اسمه الكرامة.
هذا خيار استراتيجي في لحظة تاريخية مفصلية تفرضه كل المعطيات، حيث لم تعد معركة الخلاص مجرد أمنية أو حلم بعيد المنال، بل غدت نتيجة حتمية لإنقاذ مصير وطن من قبضة منظمة إرهابية جلبت له كل مصائب الشقاء والشتات وانتهاك السيادة وإهدار الكرامة.
فقد غدت معركة الخلاص إحساساً جمعياً وإرادة متجسدة في أعماق كل يمني حر سواء كان مدنياً أو عسكرياً بعد أن أغرق الحوثي اليمن بحربه وانتقامه واستجلاب عدوانات خارجية تنسف بنية البلد التحتية ومصالحه الوطنية.
جيشنا الوطني ليس عاجزاً عن التحرير وليس متوجساً من قدرته على حسم مسار المعركة، بل يتمنى أن يمنح شارة البدء في تبديد وهم السلالة واجتثاث عبثها بكرامة الأرض والإنسان بعد عقد من الشتات والبؤس.
وكلما فرطنا بمثل هذه الفرصة ولحظة الحماس وقمة الاستعداد والتأهب التي عليها اليمنيون من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه فإن إهدارها سيكون مؤلماً على السلطة والمجتمع.
فالحقيقة المطلقة تقول إن الشروع بالحسم عين المنطق والرغبة الجامحة التي يتردد صداها في الشارع اليمني سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، وأن النأي عنها خيانة لله والوطن ومبادئ الثورة والجمهورية وخيانة لدماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا طيلة عقد في حربنا مع المليشيات.
عصابة الحوثي لم تتردد برهة في استهداف المدنيين ومواقع الجيش في مأرب وتعز والضالع والساحل الغربي حتى وهي تحت القصف الأمريكي، لم تغير سياستها العدوانية في مناطقها ولم تخفف من جبروتها عليهم، بل زادت إصراراً وهمجية في التنكيل بهم ليل نهار.
اليمنيون على قلب رجل واحد للخلاص من عملاء فارس وأذناب طهران بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم كإجماع عارم ونفور واحد وتوق شامل لإنجاز هذا الوعد الحق الذي لا يماثله وعد في واقعنا اليمني اليوم، إنها ملامح ساعة الصفر ومؤشرات ساعة الحسم ودلالات ساعة الوثوب، فلا تردد ولا ريبة وموعدنا صنعاء بلا منازع أيها الأحرار، وسنكتب تاريخ هذه الساعة بماء الذهب ولن ينجزها أحد غيرنا نحن اليمانيين السبتمبريين الجمهوريين، فهيا بنا أيها الأفذاذ البواسل.