المحرر السياسي| بوصلة لا تحيد
في غمرة التحديات الجسام التي عصفت باليمن، بزغت المقاومة الوطنية قبل سبع سنوات كصوتٍ مدوٍّ للجمهورية، وراية شامخة في وجه قوى الظلام والعبث بمقدرات اليمنيين، فكانت، ولا تزال تجسيدًا لإرادة شعبية عارمة تتوق إلى استعادة الدولة وهزيمة المشروع الطائفي الذي يسعى إلى تمزيق النسيج الوطني.
لقد أثبتت المقاومة الوطنية، بقيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، على مدى هذه السنوات، أنها التزام وطني راسخ في مواجهة الصلف الحوثي ومن خلفه الأطماع الإيرانية التوسعية، وظلت بوصلتها ثابتة لا تحيد عن هدفها الأسمى: دحر الحوثي واستعادة الدولة اليمنية كاملة السيادة.
لم يقتصر دور المقاومة الوطنية على حمل السلاح في ميادين الحرب، بل تجاوزه ليصبح تكريسًا حقيقيًا لقيم المؤسسة العسكرية الأصيلة؛ ففي صفوف ألوية حراس الجمهورية، وكافة تشكيلات المقاومة الوطنية تتجسد معاني الانضباط والجندية والالتزام، وهي القيم التي نهلها القائد طارق صالح منذ نعومة أظفاره من مدرسة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية الأسبق.
وبنظرة أبعد من ساحات القتال، تستشرف المقاومة الوطنية مستقبلًا مشرقًا للبلاد، يتحقق بهزيمة الحوثي. والنموذج في الساحل الغربي شاهد على ذلك، وقد حولته المقاومة إلى ورشة عمل حقيقية على الصعيدين الخدمي والتنموي؛ ففي المناطق المحررة، تولي المقاومة اهتمامًا خاصًا بتحسين حياة المواطنين، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، وإطلاق مشاريع تنموية تلامس احتياجات الناس، وتلك رؤية شاملة لا تقتصر على تحرير الأرض، بل تمتد إلى بناء الإنسان والمجتمع.
اليوم، وبعد سبع سنوات من النضال والتضحيات، تقف المقاومة الوطنية بتشكيلاتها (حراس الجمهورية والألوية التهامية والمغاوير والبحرية وخفر السواحل) حاملة في لوائها آمال اليمنيين تذود عنهم بجسارة المقاتل الشجاع الذي لا يهاب المنايا، وتبذل من دماء خيرة رجالها تضحيات عظيمة؛ ذودًا عن كرامة اليمني ودفاعًا عن البلاد ومكتسبات النظام الجمهوري، وبها- وكل القوى الوطنية في ساحات النزال- يزداد يقين اليمنيين بأن موعد الخلاص من الإرهاب الحوثي قد بات قاب قوسين أو أدنى بعد انكشاف المليشيا الإيرانية محليًا وإقليميًا ودوليًا وأنها مجرد ورقة لتحسين الشروط التفاوضية لإيران.