في مثل هذا الشهر قبل أربع سنوات، أُعلن عن تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، كخطوة مهمة نحو إعادة ترتيب المشهد السياسي اليمني في مواجهة المشروع الحوثي. لم يكن تأسيس المكتب مجرد إعلان سياسي، بل كان بداية مرحلة جديدة من النضال، تعتمد على العمل العسكري والسياسي والمدني في آنٍ واحد، بهدف استعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها.

من معركة السلاح إلى معركة السياسة

جاء تأسيس المكتب السياسي امتدادًا لمقاومة عسكرية انطلقت من الساحل الغربي، حيث أثبتت القوات المشتركة، وعلى رأسها حراس الجمهورية، قدرتها على مواجهة الحوثيين عسكريًا. لكن العميد طارق صالح أدرك مبكرًا أن المعركة لا تقتصر على المواجهة المسلحة، بل تحتاج إلى حراك سياسي يعيد تشكيل الخارطة الوطنية، بعيدًا عن الاستقطابات الحزبية التي أضعفت معركة استعادة الدولة.

أربع سنوات من الحضور والتأثير

خلال السنوات الأربع الماضية، عمل المكتب السياسي للمقاومة الوطنية على تعزيز دوره في المشهد السياسي، من خلال:

- التأكيد على نهج استعادة الدولة: إذ تبنى خطابًا وطنيًا يرفض بقاء اليمن رهينة لمليشيات الحوثي، ويدعو إلى بناء دولة قوية تستند إلى مبادئ الجمهورية والديمقراطية.
- المشاركة الفاعلة في التحالفات الوطنية: حيث لعب المكتب السياسي دورًا في التقارب مع مختلف القوى الوطنية، سعيًا لتوحيد الصفوف ضد المشروع الحوثي.
- العمل التنموي والإنساني: لم يكن النشاط العسكري والسياسي هو الوحيد في مسيرة المكتب، بل كان له دور في دعم المشاريع الإنسانية والتنموية، خصوصًا في المناطق المحررة.
- إرساء نموذج سياسي جديد: إذ قدم المكتب رؤية مختلفة عن الأحزاب التقليدية، بالتركيز على الفعل أكثر من الخطاب، وعلى بناء التحالفات الوطنية بدلاً من الصراعات الداخلية.

تحديات المستقبل وآفاق العمل السياسي

مع دخول المكتب السياسي عامه الخامس، تبرز تحديات جديدة، أبرزها:

- توسيع قاعدة التحالفات الوطنية لضمان جبهة موحدة ضد الحوثيين.

- إعادة تعريف دور المقاومة في مرحلة ما بعد الحرب، خاصة في ظل الحديث عن مفاوضات سلام وحلول سياسية.

- الاستمرار في بناء المؤسسات السياسية والمدنية التي تعزز من دور المكتب كرافعة وطنية تساهم في استعادة الدولة.

ختامًا.. لم يكن تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية مجرد خطوة سياسية، بل كان تتويجًا لمرحلة نضالية، ورسالة بأن اليمنيين قادرون على مواجهة مشاريع الهيمنة بمختلف الوسائل. واليوم، بعد أربع سنوات، يظل المكتب نموذجًا لقوة الإرادة، ودليلًا على أن السياسة يمكن أن تكون سلاحًا فاعلًا في معركة استعادة الوطن.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية