المكتب السياسي للمقاومة الوطنية.. نواة جديدة للمشروع الوطني الجامع
ونحن نودع عاماً، من عمر العطاء المتفاني، والحضور المتماسك، الذي حققه المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، بزعامة القائد طارق محمد عبدالله صالح، يحق لنا الفخر بما تحقق، والتطلع إلى القادم بتفاؤل جم، وروح مستبشرة، في ضوء النوايا الوطنية النبيلة التي يحملها هذا القائد بين جوانحه المفعمة بالانتماء لمبادئ وأهداف الثورة السبتمبرية الخالدة.
إن عظمة المكتب السياسي، لا تضاهى بحجم الرصيد الذي حققه من المنجزات التنموية، والعسكرية، والاجتماعية، والثقافية في مناطق سيطرة المقاومة -وهو رصيد كبير ومتعاظم- بل أيضا باتساع الآمال المنعقدة عليه في سبيل بناء نموذج مدني جمهوري وطني قادر على دحر المشروع الإيراني الحوثي ودفنه إلى الأبد.
إن جمهوراً كبيراً من اليمنيين اليوم -نستثني منهم الذين في قلوبهم مرض- يؤمنون ويدركون أن خلاص الشعب والبلاد برمتها من أوضاعها الراهنة إنما يكون بزوال الجماعة الحوثية ومشروعها المتمثل بإعادة إنتاج النظام الامامي الكهنوتي الذي أدخل اليمن قروناً عدة متاهات التخلف والخرافة والجهل والجوع والمرض.
وغير بعيد عنا أن هذا الايمان الراسخ والإدراك العميق هو نفسه من جاء بثورة 26 سبتمبر 1962 المجيدة الثورة التي خطت بأحرف من نور إرادة شعب متطلع للحياة متوثب لاستشراف المستقبل مؤمن بمعتقده الحنيف المعتدل وقيمه الاجتماعية الأصيلة.. فكان لها النصر واقتلعت أعتى الطواغيت الكهنوتية في التاريخ الإنساني.
وأن هذا الإيمان ذاته هو الذي سارت به جماهير الشعب وراء القائد الزعيم علي عبدالله صالح من حمل راية تلك الثورة وكان نعم المجسد لروحها ومنبعها الأصيل لا باعتباره قائداً فذاً غامر بروحه لأجل الشعب وحسب بل ولكونه جاء من طين الأرض اليمنية ومن أوسط أبنائها نسباً لفحته شمسها وتوسد احجارها ورعى الأغنام بين سفوحها ثم كتبت له الشهادة على ترابها قرير العين بما قدمت يداه لدينه ووطنه وشعبه.
وهنا يبدو جلياً أسس المشروع الوطني الجامع الذي بات يمثله المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وهي الأسس التي تقوم على موروث عميق من النضال اليمني عبر مختلف المراحل الزمنية ضد الطاغوت الإمامي الذي عاد مجدداً في ثياب المليشيا الإيرانية الحوثية لينغص واقع البلاد بهرطقات الخرافة والانكفاء إلى عصور التخلف والجهل.
وإذا أضفنا لهذه المعطيات عاملي الحسم في القرار والديناميكية في الأداء اللذين تميز بهما عطاء المكتب السياسي بدوائره المتخصصة وأذرعه المختلفة منذ تأسيسه في 23 مارس 2021 ستتضح لنا المزيد من معالم البشرى المتوقعة والواعدة التي يحملها هذا الكيان الممتلئ شباباً وعنفواناً على المدى القريب والبعيد.
وحين نقول البعيد فهذا أمر يستجيب لمؤشرات الواقع المعاش التي تجمع على أن معركتنا مع أعداء النظام الجمهوري ليست بالسهلة ولا بالقصيرة الأمد كما أنها ليست مختزلة في المجابهة العسكرية وحدها بل هي معركة ممتدة ومتشعبة لعل أبرز ميادينها هو نشر الوعي بحقيقة الحركة الحوثية وأنها تمثل انقلاباً شاملاً يستهدف الدولة اليمنية الحديثة ومجمل النسيج الاجتماعي اليمني والنظام الجمهوري بأكمله وغير ذلك من وجوه الحياة السياسية الطبيعية التي تسنى بناؤها خلال أكثر من ستة عقود من عمر الثورة المباركة.
ختاماً، نقول إن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي اتسع ليشمل كل القوى الوطنية المخلصة للنظام الجمهوري والمعادية بشكل أصيل لمشاريع الظلام والتطرف والكهنوت قد أصبح بالفعل نواة جديدة للمشروع الوطني الجامع الذي ينبغي أن يلتف من حوله كل اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم لا لكونه الأقوى والأقدر والأكثر نقاءً وثورية وحسب بل ولأنه المجسد الحقيقي لكل طموحاتهم وتطلعاتهم في بناء وطن قوي وحديث يجمع أبناءه ولا يفرق بينهم.. والنصر موعدنا.