في حفل الذكرى الرابعة لتأسيسه.. المكتب السياسي يدعو إلى التمسك بخيار المقاومة حتى استئصال المشروع الإيراني من اليمن (نص الكلمة)
أكد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الثلاثاء، التزامه بمواصلة النضال حتى استعادة العاصمة المختطفة صنعاء والقضاء على مليشيا الحوثي الإرهابية وإعادة اليمن إلى فضائه العربي.
وخلال الاحتفال، الذي أقيم بمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس المكتب السياسي بحضور ممثلي السلطات المحلية والأحزاب السياسية والقيادات العسكرية والأمنية، ألقى النائب الثاني لرئيس المكتب السياسي العميد عبدالجبار الزحزوح كلمة المكتب السياسي، رحب في مستهلها بالحاضرين ونقل لهم تحايا نائب رئيس مجلس القيادة- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق صالح.
وأوضح أن تأسيس المكتب السياسي عام 2021 جاء كامتداد للحركة الوطنية، معززاً جهود اليمنيين لمواجهة الحوثيين، وأبرز إنجازاته التنموية في الساحل الغربي، حيث تشهد المنطقة نهضة غير مسبوقة، وفي الوقت نفسه، جدد التأكيد أن القضاء على الحوثيين ضرورة لاستقرار اليمن والمنطقة.
وندد المكتب السياسي باستهداف الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر، عبر أعمال إرهابية ترعاها إيران ضمن مخطط لعسكرة المنطقة، مؤكداً أن ذلك لا علاقة له بنصرة غزة كما تدعي المليشيا الحوثية الإرهابية.
وأدان المكتب السياسي الجرائم التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مطالباً مجلس الأمن بوقفها وإدخال المساعدات، وأكد دعمه لنضال الفلسطينيين وحقهم في دولة مستقلة، إلى جانب مساندة سوريا ولبنان ضد الأطماع التوسعية الإسرائيلية.
وأعرب المكتب السياسي عن شكره للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على دعمه لليمن، محيياً صمود الشعب والقوى الوطنية في مواجهة المشروع الإيراني، كما دعا أعضاء وأنصار المكتب السياسي إلى مضاعفة جهودهم في المرحلة المقبلة لتحقيق النصر، متعهداً بمواصلة النضال حتى تحرير صنعاء.
نص الكلمة:
في البداية اسمحوا لي أن أرحب ترحيبًا حارًا بالضيوف الأعزاء وجميع الحاضرين كلٍّ باسمه وصفته، والذين حرصوا على مشاركتنا الاحتفال بالذكرى الرابعة لتأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وأود في هذا اليوم المبارك أن أنقل لكم تحيات العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة، ونجدها مناسبة لنرفع له اسمى آيات التهاني والتبريكات، بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على قلوب كل اليمنيين الأحرار.
الإخوة والأخوات:
إن المكتب السياسي الذي وُلد في قلب معركة الدفاع عن الجمهورية بمدينة المخا التاريخية في محافظة تعز مثّل امتدادًا أصيلًا للحركة الوطنية وأعطى زخمًا جديدًا لليمنيين؛ للمضي في استكمال معركتهم المقدسة وطي إرهاب مليشيات الحوثي إلى الأبد، كما يعبّر هذ التنظيم الوطني الرئد تعبيرًا صادقًا عن تطلعات كل اليمنيين، ويناضل ببسالة جنبًا إلى جنب مع كل القوى الوطنية من أجل إنقاذ البلاد والمنطقة من إرهاب مليشيات الحوثي، وها هو المكتب السياسي بقيادة العميد طارق صالح حاضر في أرض الميدان ومشاركًا في مجلس القيادة الرئاسي ومختلف مؤسسات الدولة، إضافة إلى حضوره الفاعل في مختلف المحافل الدولية. وعلاوة على ذلك، ها هو يشيّد المكاسب والمنجزات التنموية والخدمية في مختلف مناطق الساحل الغربي، التي أصبحت تعيش اليوم نهضة غير مسبوقة تبشر بمستقبل سعيد لأبنائها وكل أبناء اليمن، وفي الوقت ذاته يقدم الغالي والنفيس من أجل حسم معركة شعبنا المصيرية كواجب وطني وإنساني، وانطلاقًا من إيمانه بأن اليمن لن يستكين، ولن تستتب الأوضاع في البلاد إلا بالقضاء على مليشيات الحوثي الإرهابية التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا لدول المنطقة، والأمن والسلم الدوليَّيْن.
الإخوة والأخوات:
إن الأعمال الإرهابية التي ترتكبها مليشيات الحوثي، متمثلة في استهداف السفن التجارية، تأتي ضمن مساعٍ محمومة للحرس الثوري الإيراني لعسكرة البحر الأحمر، ولا علاقة لذلك بالعدوان الإسرائيلي على فلسطين أو فك الحصار عن غزة. وإننا إذ نحذّر من هذا المخطط على بلادنا والأمن القومي والملاحة الدولية، فإننا نرفض كل ما يهدد سير الملاحة البحرية ومصالح العالم.. ونعتبر ما يحدث أعمالًا إرهابية تقوم بها عناصر مرتبطة بإيران ولا تعبر عن إرادة أبناء الشعب اليمني العظيم، الذي ظل يحرص على السلام واتخذ من الملاحة البحرية جسور تواصل وسلام مع شعوب العالم.
إننا- وأمام ما يعانيه شعبنا، وما تتعرض له بلادنا من مخاطر وأضرار- نجدد دعوتنا لكل المكونات السياسية إلى العمل على تعزيز وحدة الصف الوطني كضرورة ملحة تفرضها على الجميع المتغيرات التي نشهدها اليوم، والتحرك إلى الأمام لتحرير العاصمة صنعاء وإنقاذ بلادنا وشعبنا من إرهاب مليشيات الحوثي، خصوصًا وأن المجتمع الدولي أصبح يدرك خطورتها على الأمن والسلم الدوليَّين، وإننا في المكتب نؤكد أهمية وجود تعاون أوسع وتعامل جاد من قِبل المجتمع الدولي للقضاء على هذه المليشيات الإرهابية.
الإخوة والأخوات:
إن استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، والحصار القاتل من قِبل الكيان الصهيوني جريمة بحق الإنسانية، وإننا نجدد إدانتنا لهذا العدوان الهمجي ومؤامرة التهجير ونجدد التأكيد على وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ودعمنا ومساندتنا لنضاله المشروع وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤوليته الإنسانية وإلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة التي استأنفتها على غزة، والسماح بدخول المساعدات ومنع تهجير الفلسطينيين من أرضهم، كما نؤكد وقوفنا إلى جانب الأشقاء في سوريا ولبنان ونطالب بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل الأراضي العربية فورًا.
الإخوة والأخوات:
نجدها مناسبة لنتقدم بالشكر والتقدير للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وقفتهم التاريخية إلى جانب الشعب اليمني في معركة استعادة مؤسسات الدولة المختطفة.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة، أن نحيي أبناء الشعب اليمني العظيم الصامد في وجه إرهاب مليشيات الحوثي، والمُدافع ببسالة عن الثوابت الوطنية والقومية، كما نقف بإجلال أمام التاريخية التي يسطرها أبناء الساحل الغربي وأبطال القوات المشتركة (حراس الجمهورية وقوات العمالقة والمقاومة التهامية) وأبطال الجيش الوطني في مأرب والضالع وشبوة وكتاف ومختلف جبهات العزة والكرامة، الذين يذودون عن الجمهورية والديمقراطية، ونهيب بأعضاء وأنصار المكتب السياسي جعل هذه المناسبة محطة انطلاقة جديدة لمضاعفة دورهم النضالي في المرحلة القادمة، فالطريق أمامكم ليس مفروشًا بالورود، لكننا نرى بشائر فجر يماني يلوح في الأفق، وعليكم أن تكونوا في طليعة حاملي رايات النصر للشعب اليمني.
وفي الختام؛ نعاهد الله بأننا سنواصل النضال وتقديم الغالي والنفيس من أجل استعادة العاصمة صنعاء والقضاء على مليشيات الحوثي الإرهابية.
المجد والخلود للشهداء الأبرار.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى والمعتقلين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..