نالت البيضاء شرف إطلاق أول مقاومات شعبية مسلحة ضد مليشيات الحوثي بعد انقلابها على السلطة في سبتمبر عام 2014م، ولا تهون بقية المحافظات.. كما نالت شرف الصمود والنضال المسلح في وجه الطغيان الحوثي حتى اليوم، فلم يمر عام خلال أكثر من عشر سنوات ماضية دون انتفاضات قبلية رفضا للقهر والطغيان والكهنوت والتي كان آخرها في حنكة آل مسعود.  

ولنعد بالذاكرة إلى أكتوبر 2014 حيث توجهت المليشيات بجحافلها وترسانتها الحربية إلى المحافظة بعد أقل من شهر على سيطرتها على صنعاء؛ لتشتعل مناطقها وقراها نيرانا وبراكين من أقصى مرتفعات اسبيل شمالا إلى أقصى مرتفعات العقبة جنوبا، وما بينهما قصص وبطولات تذكر اليمنيين باستبسال آبائهم وأجدادهم في فك الحصار عن صنعاء الأبية والانتصار للجمهورية الفتية في ملحمة السبعين.

وتجسيدا لهذا الصمود، هاهم أبناء البيضاء ممثلين بسلطتها المحلية وقادتها عسكريين وأمنيين ومقاومة شعبية ومسؤولين ومشايخ وشخصيات اجتماعية من مختلف الأطياف السياسية والمشارب الثقافية يعقدون في الساحل الغربي لقاءهم الأول.. يبوحون بما في نفوسهم من آلام وأوجاع وأحلام وطموحات ويستمعون إلى راعي اللقاء نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، وفي ذلك دلالات لا يخطئها عقل لبيب.

إن هذا اللقاء، أولا وقبل كل شيء تأييد لمواقف طارق صالح والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية محددة الأهداف والمبادئ ونهجه العقلاني الداعي لرص الصفوف لمواجهة العدو الكهنوتي، وضرورة تجاوز القوى الوطنية للماضي بكل آلامه وتوحيد جهودها؛ كما أنه تعبير عن ثقتهم في هذا القائد الهمام وعهوده باستعادة الدولة وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية وتحرير صنعاء وجميع المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، وثقتهم في أنه لن يفرط في دماء الشهداء.

وأبناء البيضاء بهذا الحضور النوعي في المخا إنما يوجهون شكرهم للرعاية الكريمة التي يوليها قائد المقاومة الوطنية لأبنائهم القاطنين في الساحل الغربي ومنحه ثقته لعدد منهم بتولي مناصب قيادية في الجانب العسكري والمدني شأنهم شأن بقية أبناء المحافظات الأخرى فمعايير التعيين في الساحل الغربي مبنية على الكفاءة والوطنية وامتلاك القدرات.

وأخيرا هو إعراب ملموس عن الامتنان للمساعدات الإنسانية السخية التي يقدمها طارق صالح للنازحين من أبناء البيضاء في المحافظات المحررة والتي لن يكون آخرها ما قدمته الخلية الإنسانية بالمقاومة الوطنية من مساعدات غذائية لأربعة آلاف أسرة.. لقد كان لها الأثر البالغ على النفوس الكريمة في زمن الخذلان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية