انتهى زمن المهادنة والسياسة الناعمة مع الحوثي أمريكياً، وأعقبه زمن التأديب القاسي وإغلاق منافذ الاستقواء، وانتزاع الخطر من مكمنه، وتقويض القوة الإيرانية في اليمن بلا رحمة.

ويبدو أن الحوثي أخفق كثيراً في تقدير عواقب أفعاله في البحر، واستبعد ردة فعل كهذه التي حلت عليه اليوم من قبل ترامب، وسيدفع ثمناً باهظاً من عتاده ورجاله وسيعرض كثيراً من المنشآت الحيوية للتدمير

لن تتوقف الغارات الأمريكية حتى تحقيق أهدافها المرسومة حسب تصريحات البيت الأبيض،  وليس هذا فحسب فقد عملت الأخيرة على تتبع خيوط مصادر التمويل وتطويق المليشيات بعقوبات اقتصادية منهكة، مما جعل للصفعة وجهين عسكرياً واقتصادياً لبتر ذلك الذراع الإيراني، واختبار أية ردة فعل إيرانية ستنبثق لإنقاذ ذراعها الذي يتلقى الضربات، وتوقع تماديها الذي إن حدث سيجلب لها سخطاً أمريكياً غير مسبوق حسب تصريحات ترمب، مما جعل إيران تستبق الأحداث وتعلن براءتها من الإرهاب الحوثي في البحر الأحمر في تقريرها إلى مجلس الأمن كتخل واضح عن الحوثي في لحظته الحرجة.

أدركت واشنطن أنها كانت في غيبوبة جراء غفلتها عن استيعاب حجم الخطر الحوثي في البحر، لكنها الآن وجدت كل الدوافع سانحة والمبررات منطقية لما تقوم به، فقد اعترفت أن الحوثي استهدف سفنها 174 مرة، وليس هذا فحسب بل أدركت أن إيران تقف خلف إمداد الحوثي بتقنيات عسكرية مكنته من امتلاك أسلحة مسيرة وصواريخ بالستية خطيرة، وهي من أمدته بالخبراء وعملت على تهريب مواد التصنيع إليه، ولذا فمساعيها الاستئصالية ستكون مدمرة لكل ما بحوزة المليشيات وستعطل قدرتها تماماً، وستضيق الخناق عليها مالياً وعسكرياً وستفرض رقابة بحرية مستمرة لإعاقة تزويدها بما كان متاحاً سابقاً.

لقد جلب الحوثي بمغامراته الحمقاء جحيماً إلى الأراضي اليمنية وسيطول العقاب شعباً مستلباً أغرقه الحوثي في مستنقع الحرب من الداخل على يده ومن الخارج على يد جلاده الذي سيقلم أظافره وينهش كبده، لقد أهدر سيادة اليمن وبددها بيسر ليثبت ولاءه لوليه ويطيل تحكمه بمصير شعبه، ومهما كان تأسينا على فواجع اليمنيين المتاخمين لمناطق الاستهداف، ضحايا الحمق الحوثي، أما هو فلم يترك فينا ذرة من غيرة عليه مهما كان وجعه فهو العدو الذي أفحش في عداوته لنا وأذاق كل يمني قسطاً من جبروته، فما يملكه من ثرواتنا وبنيتنا التحتية ومصالح حيوية لم تعد للشعب البتة، وعائداتها هي من مكنته مما وصل إليه، فبقاؤها وتدميرها لا يفرق، وما نكنه له من حقد لن يترك مساحة للإشفاق عليه، بل على شعب يقبع تحت قبضته ويهلك بسطوة وحشيته.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية