كما يدافع الجندي عن الأرض يجب أن ندافع عن الحقيقة
تعرف عصابة الحوثي أن إعادة تصنيفها جماعة إرهابية يعني خنقها اقتصاديًا وعزلها سياسيًا وإفساد أي خطوات لشرعنة سيطرتها على جزء من اليمن.
اقتصاديًا.. ثمة إجراءات ضمن ملاحق التصنيف تحدد طريقة التعامل مع المصادر المالية للحوثيين، مثل: النفط، والاتصالات، وغيرها. وهذه الإجراءات تضيّق الخناق على جماعة الحوثي وتقطع بعض الأوردة المغذية لإرهابها.
مؤخرًا أعلنت الولايات المتحدة فرض حظر على استيراد وتصدير المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة اعتبارًا من 2 أبريل 2025، وهذا إجراء موجع للحوثيين في حال تطبيقه، ففي وقت سابق، كانت الجماعة قد منعت دخول الغاز والنفط اليمني من مأرب إلى مناطق سيطرتها بهدف خنق المناطق المحررة اقتصاديًا، واكتفت بالغاز والنفط الإيراني الذي يصل إليها مجانًا كدعم عن طريق ميناء الحديدة، ثم تقوم هي بواسطة تجارها ببيعه للناس بأسعار باهظة تذهب مردوداتها لقتل الشعب. والقيود الأمريكية الجديدة المفروضة على هذه الجماعة يعني حرمانها من إيرادات ضخمة كانت تذهب إلى جيوب القيادات السلالية وأصهارها.
وأمام هذا التصعيد، سيتخبط الحوثيون ويحاولون فتح جبهات مختلفة ولن يتوقف الأمر عند استهداف مأرب التي بدأوا بتنفيذ هجمات على أطرافها خلال الأسبوعين الماضيين، وربما تتصاعد وتيرة المواجهة في الفترة القادمة بالتزامن مع إجراءات وقيود إضافية تفرضها الولايات المتحدة على الشبكة الاقتصادية والسياسية للحوثيين ومن يرتبط بهم.
لكن كيف يتجاوز الحوثيون مأزقهم الأخلاقي؟ كيف لجماعة تدعي أنها تقاتل من أجل المظلومين في عزة، أن تنفذ اليوم عدوانًا على مأرب اليمنية دون أي سبب يبرر هذا العدوان؟! ما الغطاء الأخلاقي لحربها القادمة على مأرب والمخا وتعز وشبوة؟
من هنا جاء إعلان "مهلة الأربعة الأيام"..
سيهرب الحوثيون إلى تنفيذ عمليات في البحر الأحمر، وإطلاق بعض المفرقعات نحو إسرائيل للإيحاء بأن الإجراءات الاقتصادية الملحقة بقرار التصنيف والتي ستتخذ في قادم الأيام بسبب "دفاعهم عن غزة"، وأن هجومهم على مأرب وبقية المناطق المحررة سببه أن "الشرعية" مؤيدة لأمريكا وإسرائيل التي تستهدفهم بسبب موقفهم من العدوان على غزة..!
ثمة حرب عسكرية قادمة على ما يبدو وترتيبات لذلك، وكما يستعد الجندي في الميدان لهذه المواجهة، يجب أن يستعد كل اليمنيين- في الداخل والخارج- للقيام بواجبهم للتصدي لأكاذيب الحوثيين.
لدينا ملايين اليمنيين تم تهجيرهم ويريدون العودة إلى ديارهم..
لدينا ملايين اليمنيين يعيشون خارج مناطق سيطرة الحوثي وتسعى العصابة السلالية إلى تركيعهم بإشعال الحروب والعدوان عليهم في مأرب والمخا ومدينة تعز وعدن وحضرموت وبقية المناطق.
لدينا ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي في حكم الرهائن، يتم تجويعهم وتشييعهم وقهرهم وحرمانهم من أبسط احتياجاتهم الأساسية.
لدينا عصابة تقتل وتهجر الشعب اليمني وتفجر منازلهم وتسرق أموالهم منذ العام 2004، وليس من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبناء على ذلك، لا تسمحوا لأحد أن يخدعكم ويبرر عدوان الحوثيين على اليمنيين بالقول إنه "دفاع عن غزة".. العدوان على مأرب والمخا ليس دفاعًا عن غزة أو قتالًا لأمريكا وإسرائيل، بل استهداف للمدنيين اليمنيين الرافضين لهذا الفكر الغازي والعنصرية الدخيلة عليهم.
لا تسمحوا لأحد أن يكذب عليكم ويقول إن دفاع اليمني عن كرامته وبلاده وحقوقه وجمهوريته وسعيه للعودة إلى منزله في مناطق سيطرة عصابة الحوثي، هو دفاع عن أمريكا وإسرائيل. لا تسمحوا لهذه المبررات السخيفة أن تمر وتصل إلى عامة الناس.
كما يدافع الجندي عن الأرض، يجب أن ندافع نحن عن الحقيقة.
*من صفحة الكاتب في الفيس بوك