منذ بداية يناير المنصرم، تحولت قرية حنكة آل مسعود الهادئة المُسالمة في محافظة البيضاء إلى ساحة للانتقام العنصري المناطقي، حيث صعّدت مليشيا الحوثي الإرهابية من هجماتها الوحشية ضد المدنيين هناك، مرتكبةً جرائم يندى لها الجبين ما زالت فصولها مستمرةً حتى اليوم.

لم يكد يمضي يوم من أيام الشهر، حتى شهدت القرية فصلًا جديدًا من فصول المعاناة والإجرام الممنهج، بين قصف وحصار واقتحام واختطاف وتفجير وتهجير، وعمليات انتهاك متعددة لم تقتصر على جغرافيا هذه البلدة الصغيرة، بل امتدت لتشمل أبناء القرية المقيمين في مناطق ومحافظات أخرى، لا سيما العاصمة المختطفة صنعاء.

أحدث هذه الانتهاكات إقدام مليشيا الحوثي الإرهابية على إرغام مشايخ ووجهاء قبيلة آل مسعود المتواجدين في العاصمة المختطفة صنعاء على حضور دورات طائفية قسرية، وهددتهم بالعقوبات القاسية في حال رفضهم، وهي حلقة في مسلسل الإرهاب الحوثي الذي يلاحق سكان هذه القرية بلا هوادة.

كما داهمت المليشيا الإرهابية منزل المواطن حسن صالح المسعودي، في شارع تعز بالعاصمة المختطفة صنعاء، وعبثت بمحتوياته، وذلك بعد محاصرته؛ فيما اختطفت الشاب عبدالله المطلة المسعودي من سوق الآنسي بصنعاء، في خطوة تعكس دوافع انتقامية لدى المليشيا تجاه كل من ينتمي إلى هذه القرية التي عجزت المليشيا على كسرها بكل ما أوتيت من سلاح إيراني سخرته لقتل اليمنيين.

وكانت مليشيا الحوثي قد أقدمت، الأسبوع الماضي، على تفجير منزل مأهول في حنكة آل مسعود، ما أدى إلى استشهاد شقيقين يعانيان من اضطرابات نفسية، وإصابة آخرين. وعلى الرغم من تحذيرات ومناشدات أطلقها الأهالي للمليشيا حتى تتوقف عن ارتكاب الجريمة، غير أنها لم تُعِر تلك المناشدات اهتمامًا ونسفت المبنى على رؤوس ساكنيه.

وفي 20 يناير، استشهد مدني وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح خطيرة أثناء تصديهم لمداهمة نفذتها مليشيا الحوثي على منازل في حنكة آل مسعود، حيث اختطفت المليشيا الإرهابية الجرحى المدنيين الثلاثة ونقلتهم إلى جهة مجهولة، واستمرت باستقدام المزيد من العناصر والعتاد لملاحقة وقمع أهالي القرية التي حولتها، منذ بداية الشهر الجاري، إلى معسكر يشهد حالة طوارئ مستمرة.

وقبل هذا التاريخ بيوم، كانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات قد أعلنت رصد أكثر من 8,180 انتهاكًا ارتكبتها مليشيا الحوثي في محافظة البيضاء خلال الفترة الممتدة من يناير 2015 حتى يناير 2025، كان من ضمنها الانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت في منطقة حنكة آل مسعود، حيث تم قتل 7 مدنيين وإصابة 18 آخرين، واختطاف 400 مدني بينهم أطفال، إضافة إلى تفجير وإحراق 21 منزلًا في المنطقة ذاتها.

وفي بداية يناير المنصرم، فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية حصارًا خانقًا على قرية حنكة آل مسعود الواقعة في مديرية القريشية، استمر لمدة أسبوع كامل، تزامنًا مع عمليات قصف متواصلة استهدفت الأهالي. وفي الحادي عشر من الشهر نفسه، اقتحمت القرية وارتكبت جرائم مروعة بحق سكانها، شملت عمليات إعدام ميدانية، وتهجير قسري للسكان، بالإضافة إلى اختطاف عشرات المدنيين بمن فيهم جرحى، وتفجير المنازل.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية