تقرير| القوة خيار للسلام في اليمن.. طارق صالح يضع النقاط على الحروف
على مدار سنوات، خاضت الحكومة اليمنية محادثات شاقة مع مليشيا الحوثي التابعة لإيران، في محاولة لتحقيق السلام وإعادة الاستقرار إلى اليمن، إلا أن التجارب المتكررة أثبتت أن هذه المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج ملموسة، بل كان لها أثر عكسي في العديد من الحالات انقلبت وبالاً على حياة اليمنيين ومصالحهم.
في هذا السياق، اعتبر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي - قائد المقاومة الوطنية طارق صالح، أن الرهان على المفاوضات لم يعد خيارًا مجديًا في معالجة الأزمة اليمنية، مؤكداً أن الطريق الوحيد لإحلال السلام هو من خلال القوة.
منذ اندلاع الحرب الحوثية في اليمن، ضد الدولة والشعب، كانت هناك العديد من الجولات التفاوضية التي كان يأمل المجتمع الدولي من خلالها التوصل إلى حل سياسي ينهي مأساة الانقلاب، إلا أن كل تلك الجهود اصطدمت بتعنت مليشيا الحوثي الإرهابية التي كانت تستخدم المفاوضات مجرد أداة للتفاوض التكتيكي.
بدا واضحا أنه في كل مرة تواجه فيها الحوثيين ضغوط وتحديات، سرعان ما يقفزون إلى مركب المفاوضات، يلوّحون بخيار السلام ويقبلون بمبادرات الوساطة الدولية؛ لكن بمجرد أن يجدوا أنفسهم في وضعٍ أفضل، يعودون لنسف كافة الاتفاقات ويهدمون مساعي التهدئة كافة.
طارق صالح، وفي لقائه مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، طرح النقاط على الحروف وأكد بوضوح أن التفاوض مع مليشيا الحوثي إهدار للوقت وغير مجدٍ في أي حال من الأحوال، مشيرًا إلى أن هذه المليشيا لا تؤمن إلا بلغة القوة، وأن الحل الحقيقي يكمن في مواجهتها عسكريًا.
والمؤكد من خلال التجارب، وفقاً لمصادر سياسية، أن الحلول السياسية التي تعتمد على التفاوض لم تؤدِ إلا إلى تعزيز معاناة اليمنيين، حيث كان الحوثيون يستغلون أي فترة هدوء لإعادة تموضعهم والاستعداد للمرحلة المقبلة من الحرب، ثم العودة مجددًا إلى دوامة الاقتتال وإراقة المزيد من دماء اليمنيين.
في ضوء هذه التجارب المريرة، تحول مجلس القيادة الرئاسي إلى تبني رؤية جديدة للسلام، تقوم على مبدأ القوة كآلية لإجبار الحوثيين على الالتزام بأي تسوية سياسية حقيقية.
ويرى المجلس، من خلال تصريحات أعضائه، أن الخطر الإيراني الذي يهدد اليمن والمنطقة يتطلب تحركًا حاسمًا وفعّالًا، إذ إن الحوثيين مجرد أداة منزوعة القرار في يد طهران تستخدمها لزعزعة استقرار اليمن وتعريض مصالح المجتمع الدولي للخطر، خاصة في البحر الأحمر.
هذه الرؤية المتجددة تأخذ في الحسبان ضرورة تقديم الدعم الدولي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والتخلي عن المواقف التي تهادن الحوثيين تحت مسميات السلام أو التفاوض.
محللون يرون ضرورة استثمار القوة العسكرية لتقويض قدرات المليشيا الإرهابية ومنعها من إعادة تشكيل تهديداتها في المستقبل، وفي هذا السياق، لا يُعتبر العمل الجوي الذي تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا كافيًا للحد من تهديد الحوثيين، كما صرح بذلك نائب رئيس مجلس القيادة عيدروس الزبيدي، الذي أكد أن هذا النهج لا يقدم الحلول الناجعة للأزمة المستمرة.
تشير مصادر سياسية وعسكرية إلى أن دعم المجتمع الدولي للمجلس الرئاسي بات أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة في ظل تنامي الخطر الإيراني الذي يعرض الأمن الإقليمي والدولي للمزيد من التحديات.
ولفتت المصادر إلى أن مواجهة الحوثيين لن تكون ممكنة إلا من خلال تحرك جماعي وموحد من اليمنيين أنفسهم، وموقف دولي موحد يكون مستعدًا لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي في إطار استراتيجية متكاملة.
ومع تطور هذه المواقف، يبدو أن المجتمع الدولي بدأ يدرك بشكل أكثر وضوحًا أن الحوثيين ليسوا مجرد فصيل محلي متمرد في اليمن كما كان يُعتقد لدى عديد من القوى الدولية وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللتين أنقذتا هذه المليشيات بإيقاف معركة تحرير الحديدة، بل إن المليشيا الحوثية جزء من تهديد إقليمي ودولي أوسع تديره إيران، وأن الاستمرار في تجاهل هذه الحقيقة سيكون له تداعيات واسعة على الأمن في المنطقة بأسرها.