المجد لقيفة
قيفة نموذج صغير لرفض الحوثي ونبذ سلطته والتصدي لجبروته، والعزم على مقاومته بكبرياء والموت بشرف بعد أن أمعنت المليشيات في إذلال واختطاف واعتقال أحرارها دون وجه حق، إلا لأن قوتها وشموخها وعزيمتها تقلق العصابة وتقض مضاجعها؛ فسعت لقمعها وفرض حرب دموية عليها، وأصداء تلك الحرب تفصح عن حقد سلالي تاريخي وتنكيل إجرامي حوثي يقتلع الحرث والنسل.
قيفة تتعرض لجرائم طائفية: نار وحصار، تجويع وتشريد، هدم للمساكن، واستهداف للأطفال، وشراسة العدو وقسوته تعصف بقرية حنكة آل مسعود، عصابة بإمكانية دولة تطوق قرية نائية في أقاصي البيضاء بالموت والدمار كما يفعل الصهاينة بقطاع غزة؛ فقد حشدت المليشيات كل طاقاتها من قوة بشرية ومعدات عسكرية ثقيلة ومتوسطة مفرغة غضبها على المنطقة لأنها اعترضت جبروتها ورفضت الانصياع لسلاليتها وعبثها بالأرواح والحريات.
إجرام الحوثي في قيفة يسير على خطى حجور وخبزة ورداع وكشر والتعزية وأرحب، تفجير للمنازل وتشريد للآمنين وقطع لدخول الغذاء والدواء ومنع لإسعاف الجرحى، حرب بلا أخلاق ولا إنسانية، واستعراض بالتدمير تفتعله المليشيات كل مرة في منطقة ما لإخماد صوتها وإطفاء نورها.
تسعى العصابة السلالية للفتك بمن تعتبرهم خصوماً في نطاق سيطرتها، من صعدة إلى حجة ومن البيضاء إلى الحديدة، متبعة سياسة الصهاينة البطش والتهجير وكسر شوكة القبائل التي تشك بولائها فتلفق التهم لها وتمضي في اجتياحها بالمدفعية والطيران المسير كحالة هستيرية وهوس جنوني ضارٍ لعصابة تتخذ من الوحشية نهجاً في تطبيع سلطتها ومن جرائم الإبادة معياراً لتأديب مناوئيها.
يفضل أحرار قيفة الموت بشرف وكرامة على الموت بالإذلال والتعذيب في المعتقلات الحوثية. وبدمائهم ودماء أبنائهم تؤكد قيفة للعالم أن الحوثيين إرهابيون سلاليون أعداء لله والوطن والإنسانية والأخلاق، وعلى اليمنيين إدراك هذه الحقيقة، وأن الخسف الحوثي سيطم كل رافض لمشروعه.
كم تتوهم المليشيات أن بمقدورها الانتصار على اليمنيين وإخماد رفضهم وانتزاع ولائهم بالقوة، فمهما بالغت في عدائيتها لهم وتنكيلها بأحرارهم فلن تفلح بصمتهم أو رضوخهم إلى ما لا نهاية، وكل فترة سينتفضون في وجهها ويقلقون سكينتها ويرفضون سلطتها العبثية التي لا تمت لدولة البتة، وكل سلوكها منبثق من نهج العصابات وحمق المجرمين وحقد الأعداء، وما تقوم به قيفة جزء يسير مما يختلج في أعماق كل يمني حر طفح كيل الصبر عنده ونفدت طاقة تحمل الممارسات الحوثية، لتكون المواجهة خاتمة للبطولة وتعويذة النهاية النضالية ضد الكهنوت.
فطبيعة الهجمة الطائفية الشرسة على قيفة تثبت أن الكهنوت يعاني من اضطراب مذعور وقلق مسعور جعله يسخر كل قوته ويستخدم كل أسلحته لضرب منطقة صغيرة، قرية أفزعته وجلبت كل حقده وأظهرت هشاشة عصابته، فكيف إذا انفجرت كل بقاع اليمن في وجهه مثلها، وهذا احتمال وشيك لا محالة فنهاية التوحش قريبة والانتفاضة مختمرة.
المجد لقيفة وهي تقف بكل شموخ ورباطة جأش وحيدة ككتيبة فرسان ومحاربين أبطال رغم فارق القوة والعتاد إلا أنها أثبتت نخوة اليمنيين واستئسادهم في وجه عدوهم غير مبالية بالموت أو بالهزيمة، فالانتصار للكرامة مكسب والذود عن العرض بطولة، والخزي والعار للشرذمة السلالية المتعجرفة.