مع انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، يخطو لبنان خطوة حاسمة نحو الخروج من حالة الفراغ السياسي التي استمرت طويلاً، والتي كانت نتيجة مباشرة لتدخلات حزب الله، الذراع الإيرانية التي عطلت عمل مؤسسات الدولة ودستوريّتها.

هذا التطور، وإن كان بداية فصل جديد في تاريخ لبنان، إلا أن الطريق نحو بناء دولة مستقرة وآمنة ما يزال طويلاً، يقتضي العمل الجاد والمستمر لتجاوز التحديات الداخلية والخارجية التي تتربص به، وفي مقدمة ذلك غلق الطريق المؤدي من طهران إلى بيروت، والذي لم يأتِ لبنان منه إلا ما يسوء شعبه.

اليوم، وبعد سنوات من التوترات والانقسامات، يقف لبنان عند نقطة مفصلية في تاريخه، فانتخاب رئيس الجمهورية في هذا التوقيت يعكس رغبة لبنانية ملحة في تجاوز الأزمات المركّبة التي مرّ بها البلد على مدى عقود، خاصة في السنوات الأخيرة التي عاشت فيها لؤلؤة الشرق الأوسط انهياراً على كافة المستويات وتحديداً منذ 2005 بجريمة إرهابية اغتالت رئيس الحكومة رفيق الحريري وصولا إلى العدوان الإسرائيلي الذي جلبه حزب الله.

الفراغ السياسي الذي ضرب لبنان، لم يكن إلا جزءًا من مخطط أوسع لتفكيك الدولة من الداخل، حيث عمل حزب الله تحت رعاية إيران على فرض أجندة تخدم مصالح طهران على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية، ولطالما كان الحزب حجر عثرة أمام أي تقدم سياسي في لبنان، وعطّل كل المحاولات لانتخاب رئيس الجمهورية، بتوجيهات مباشرة من إيران، ما أسهم في تعميق الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد وحطم آمال وتطلعات الشعب اللبناني الذي عانى من حزب الله ما يعانيه الشعب اليمني مع مليشيا الحوثي.

لقد أصبح جليًا للجميع أن حزب الله بتاريخه الملوث بدماء العرب واللبنانيين لم يكن يومًا يسعى لخدمة مصلحة لبنان، بل كان أداةً طيعة في يد طهران، موجهة ليس فقط نحو إضعاف لبنان من الداخل، بل نحو زعزعة استقرار المنطقة العربية بأسرها.

التحديات المقبلة لن تكون سهلة على لبنان وشعبه، والاختبار الحقيقي سيكون في كيفية تعامل اللبنانيين مع هذه التحديات التي ستحاول إيران خلقها لقطع الطريقة أمام أحلام اللبنانيين الذين سيتعين عليهم العمل معاً بجهود متضافرة لاستعادة مجد بلادهم بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وتحقيق الاستقرار الذي طال انتظاره.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية