تقرير | تحشيدات وتحركات حوثية تعكس مخاوفها من تداعيات انهيار نظام الوصاية الإيرانية في سوريا ولبنان
كثفت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، في الأيام الأخيرة، حشودها في عدة محافظات، ما يعكس، بحسب مراقبين، مخاوف متزايدة لدى المليشيا من تداعيات الانهيارات المتتالية لنظام الوصاية الإيرانية في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات من قبل مليشيا الحوثي، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، وتتزامن مع تراجع نفوذ أذرع إيرانية أخرى في المنطقة، ما يزيد من شعور الحوثيين بالعزلة واحتمال أن يكونوا الهدف التالي للمجتمع الدولي؛ فضلاً عن وصول اليمنيين إلى حالة من القناعة الكاملة بضرورة اجتثاث هذا المشروع وإعادة اليمن إلى فضائه العربي.
وكانت مصادر محلية أبلغت وكالة "2 ديسمبر" بأن الحوثيين افتتحوا قبل يومين معسكراً في مديرية جبل راس بمحافظة الحديدة، يهدف -بحسب المصادر- إلى تجنيد الأطفال والشباب قسراً، وهددوا الأهالي بالعقاب في حال لم يرسلوا أبناءهم إلى المعسكر الجديد.
عقب ذلك أعلنت المليشيا الإرهابية، الثلاثاء، عن إرسال خمسة آلاف عنصر تم تجنيدهم حديثاً في الحديدة إلى جبل راس، الواقعة على خط التماس مع القوات المشتركة في الساحل الغربي، ما يؤكد حالة الذعر التي تعيشها المليشيا والتي تُفسرها هذه التحركات الحثيثة على أرض الواقع.
مصادر مطلعة، أكدت أنه ومنذ 30 ديسمبر 2024، دفعت المليشيا الإرهابية بمئات المسلحين إلى جبهة مقبنة عند منطقة "سقم" على خطوط المواجهة مع القوات المشتركه، كما نشرت أعداداً أخرى من عناصرها المجندين تحت مسمى "التعبئة العامة" في محيط مدينة تعز، بعد حشدهم من مديريتي ماوية وشرعب من خلال مسؤولي التجنيد التابعين لها ومشايخ متواطئين معها.
وقال مصدر عسكري لوكالة "2 ديسمبر"، إن "التحشيد الحوثي في الوقت الحالي يعكس خوفاً كبيراً لدى المليشيا الإرهابية من انفجار الوضع وانهيارها الشامل" سيما في ظل السخط الشعبي المتنامي في مناطق سيطرتها جراء انعدام الخدمات والأزمة الاقتصادية والانتهاكات المتصاعدة من قبل المليشيا
بالتوازي مع هذه التحركات العسكرية، تواصل المليشيا الإرهابية حملات القمع والاختطافات في مناطق سيطرتها، في محاولة يائسة لقمع الأصوات المناهضة، والتي ارتفعت أكثر خاصة بعد استدعاء المليشيا الإرهابية عدوانا إسرائيليا لصالح إيران أضر بمقدرات اليمنيين.
ويواجه الحوثيون عزلة اجتماعية متزايدة، وسط مخاوف لدى قادتهم من مصير مشابه لما واجهه حزب الله ومليشيات مسلحة أخرى مدعومة من إيران في سوريا خلال الفترة الماضية فيما سمي "انهيار المشروع الإيراني في المنطقة".