معركة البناء والبندقية لاستعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء ودفن خرافة الولاية وبتر الذراع الإيرانية، من خلال إعلاء قيم الدولة وتقديم النموذج الحضاري، كل ذلك ما رأيته في المخا خلال زيارتي الأخيرة بدعوة من الأخ العزيز عبدالناصر المملوح رئيس تحرير وكالة 2 ديسمبر الإخبارية رئيس اللجنة الإعلامية للمشاركة في فعالية الذكرى السابعة لاستشهاد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا.

تشكل مدينة المخا، كبرى مدن الساحل الغربي، نموذجًا مهمًا وواضحًا لوجود الدولة بمفهومها الواسع، حيث الأمن والاستقرار، تنوع المواطنين، وجهود التنمية والإعمار.

في فترة زمنية قصيرة وفي ظل تعقيدات هي الأصعب التي يمر بها اليمن، شهدت المخا نهضة تنموية استثنائية، حوّلتها من مدينة ثانوية بلا مشاريع إلى نموذج في النهوض الحضاري.

من خلال تنفيذ عدد كبير من مشاريع البنية التحتية والخدمية، أصبحت المخا تشهد تطورًا لافتًا، من بين تلك المشاريع مطار بمواصفات عالمية، ومستشفيات متقدمة تقدم خدماتها للعسكريين والمدنيين مجانًا، بدءًا من التطبيب والعمليات الجراحية وصولًا إلى الأدوية، كما تم إنشاء المجمعات التعليمية، ومحطات كهرباء توفر التيار الكهربائي بالطاقة الشمسية على مدار الساعة، ومشروع مياه أنهى معاناة السكان في البحث عن المياه، بالإضافة إلى شق الطرق داخل المدينة، وترميم الطرق القائمة التي تعرضت للدمار بسبب الحرب أو الإهمال.

ولم تقتصر مشاريع الطرقات على الشبكات الداخلية بل امتدت إلى الطرق البينية كإنجاز طريق الكدحة- تعز ، ويجري العمل بوتيرة عالية في المرحلة الثانية (طريق موزع - الوازعية- الكدحة)، وكذلك إعادة تأهيل طريق الساحل الغربي – عدن.

ولم تقتصر المشاريع الاستراتيجية على المخا، ففي الخوخة العاصمة الإدارية المؤقتة لمحافظة الحديدة تم تشييد مستشفى الشيخ محمد بن زايد لتقديم الخدمات المجانية لأبناء الحديدة.

ومشاريع كثيرة أخرى تنتظر الانطلاق لخدمة المواطنين، مثل محطات كهرباء إضافية في المخا لتوسيع الخدمة إلى القرى المحيطة، ومحطات كهرباء بالطاقة الشمسية في الخوخة وحيس، وكذلك إنشاء مبنى جامعة الحديدة في مساحة كبيرة، ليشكل رافدًا معرفيًا مهمًا للمنطقة، وفي باب المندب مشروع مياه استراتيجي سبقه مشروع مياه حيس.

ما يميز الحراك التنموي في المخا المتزامن مع بناء القوة العسكرية هو السرعة في التنفيذ، الدقة في المواصفات، والشفافية في الإدارة.

في المخا، يتم صرف المرتبات بانتظام، وتنتعش الأسواق، ويحضر رأس المال الوطني بقوة في الأنشطة التجارية والعقارية، مما جعل المدينة تستقطب مواطنين من مختلف أنحاء اليمن، هذا النموذج التنموي يعكس دور الدولة في تحقيق الاستقرار وتقديم الخدمات.

لم يكن هذا الإنجاز محض صدفة، بل تحقق بفضل قيادة المقاومة الوطنية ممثلة بنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد صالح، التي تميز أداؤها بخبرة في إدارة الدولة، واستطاعت تحقيق تلك النتائج على المستوى الخدمي والإنمائي دون إغفال للجوانب العسكرية.

تمثلت هذه الجوانب في حماية المنطقة وتشكيل قوة راسخة أمام محاولات التمدد الحوثي، وبناء قوة ضاربة كانت وستظل بالمرصاد لأي تسللات حوثية وجاهزة لأية معركة هجومية وبعقيدة قتالية قائمة على استعادة الدولة وتحرير صنعاء.

إلى جانب ذلك، لم تغفل المقاومة الوطنية الجوانب الإنسانية التي مثلتها الخلية الإنسانية، والتي قدمت نموذجًا في الإغاثة والمساعدات الإنسانية الطارئة والمستدامة.

كما كان للجانب السياسي نصيبه من الاهتمام، عكسه تشكيل المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الذي أسهم في الحراك السياسي في لحظة مهمة من التاريخ اليمني، وامتد ليكون مؤثرًا على مستوى التشكيل الأخير لمجلس القيادة الرئاسي، ليشارك في صناعة مستقبل اليمن بعد إزالة الخطر الحوثي الوجودي، معيدًا وهج التعددية السياسية والتشاركية في صناعة القرار وصولًا إلى الدولة الضامنة للحقوق والمساواة، ومتبنياً لضرورة تحقيق وحدة الصف الوطني وتجاوز خلافات الماضي لتحقيق تلك الأهداف.

على النقيض، لم تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي أي تنفيذ لمشاريع خدمية أو تنموية على مدى عشر سنوات. لم تُبنَ أو تُرمَّم مدرسة، ولم يُشقّ طريق، ولم يحدث أي تطوير للبنية التحتية، بينما تُقدم المناطق المحررة مثل مأرب، تعز، عدن، وحضرموت نموذجًا آخر، حيث توجد الدولة فتوجد الخدمات، وتنتعش الحياة.

تقدم المخا مثالًا حيًا لما يجب أن تكون عليه المناطق المحررة، وتعطي الأمل في التعافي.. في المقابل، تثبت المليشيا الحوثية عجزها التام عن بناء أو تطوير المناطق التي تسيطر عليها، أو التحول إلى شبه دولة، لتظل مجرد عصابة تستهدف النهب والتخريب والدمار.

إن استمرار جهود الإعمار والتنمية في المناطق المحررة يشكل بارقة أمل لليمنيين، ويؤكد أن الدولة القوية القادرة على البناء هي الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب اليمني، واستعادة اليمن لوجهها الحضاري.

وأخيراً: تنوع باذخ من الحضور المتنوع سياسياً والممثل لكل مناطق اليمن وجهاته ومكوناته السياسية، وروح رائعة سادت أيام الفعالية، الجميع يترنم باسم الجمهورية، ويعيش لحظات الفخر الممزوج بقين النصر، وعد تحققه المخا لكل زائر، وترسمه قيادة المكتب السياسي، وهو ما شاهدته في وجه الدكتور عبدالله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي وغيره من القيادات، وهم يستقبلون ضيوف القائد بكل حفاوة وترحاب

وإلى اليقين.. الوعد صنعاء

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية