احتفلت مديرية الخوخة، بذكرى تحريرها من براثن مليشيا الحوثي الإيرانية، في عرس وطني يحيي الانتصار العسكري الذي حققته ألوية العمالقة والمقاومة التهامية في ديسمبر 2017، بعد معركة فاصلة مثلت نقطة تحول حاسمة في مواجهة المشروع الإيراني التوسعي، وأعادت الأمل إلى قلوب أبناء المديرية بعد أن عاشوا ردحًا من السنين تحت سيطرة المليشيا الإرهابية.

لقد أشعلت شرارة ثورة الثاني من ديسمبر، التي استشهد فيها الزعيم علي عبدالله صالح، ورفيقه عارف عوض الزوكا، جذوة الانتصارات الوطنية على أكثر من جبهة، وقد كان تحرير مديرية الخوخة من قبضة ميليشيا الحوثي، بعد أيام قليلة من هذه الثورة، دليلًا واضحًا على إصرار اليمنيين على مواصلة نضالهم لاستعادة وطنهم، حيث شهد شهر ديسمبر تحولات وطنية فارقة وانتصارات عسكرية مهمة.

كان لتحرير مديرية الخوخة من قبضة المليشيا الإرهابية، المدعومة من إيران، دلالات وطنية واضحة وأثر استراتيجي كبير؛ حيث جاء التحرير، الذي أعقب ثورة ديسمبر، ليشكل نقطة تحول حاسمة في المعركة ضد المشروع الإيراني، وليكون قاعدة انطلاق لتحرير الساحل الغربي، ورسم معالم انتصارات وطنية كبيرة امتدت على طول الشريط الساحلي.

وشهدت مديرية الخوخة تحولًا جذريًا في أوضاعها المعيشية والأمنية بعد تحريرها من قبضة المليشيا الحوثية؛ فبينما كانت تعيش تحت وطأة انتهاكات جسيمة، شملت القمع والاختطاف والتعذيب، وحُرم أهلها من أبسط حقوقهم في العيش الكريم، بدأت بعد التحرير تستعيد تعافيها تدريجيًا بفضل الجهود التي بذلها الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في إغاثة السكان واستعادة تعافي المديرية.

تباعًا، وبفضل عناية وجهود نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، شهدت مديرية الخوخة تحولًا نوعيًا في مختلف المجالات؛ فقد تبنى طارق صالح مشاريع تنموية  وواعدة، جعلت من هذه المديرية، التي أصبحت عاصمة إدارية مؤقتة لمحافظة الحديدة، نموذجًا يحتذى به في مجال إعادة الإعمار والتطوير.

وشملت هذه المشاريع قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والكهرباء، مثل مستشفى الشيخ زايد ومجمع الإمارات التربوي ومحطة الطاقة الشمسية التي يُجرى إنشاؤها، ومركز الغسيل الكلوي، وغيرها من المشاريع، مما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

تحولت مديرية الخوخة، اليوم، إلى قِبلة للآلاف من اليمنيين، الذين يتوافدون إليها من مختلف المحافظات، سواء للاستثمار أو للإقامة، ويعود ذلك إلى الاستقرار الأمني الذي تشهده المديرية، وجعل منها وجهة آمنة ومستقطبة للاستثمارات والكوادر البشرية؛ كما أصبحت ملاذًا آمنًا للنازحين الفارين من بطش المليشيا الحوثية، حيث وجدوا فيها المساعدات الإنسانية التي تقدمها خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية والجهات الأخرى الداعمة.

أخبار من القسم