الذكرى السابعة لـ2 ديسمبر.. استعادة للوعي الوطني الجامع!
وعي وطني مختلف، تلاحُم سياسي شامل، تجاوز لأحقاد الماضي، ومضي نحو استعادة الجمهورية، ردم لهوة الفرقة والتشظي وأنانية الذات السياسية التي أفقدت الجميع القدرة على التفرد بالسلطة وإلغاء الآخر تحت دوافع عابرة شيطنت الآخر وحاولت منح الأنا صكوك الصلاح والأحقية بالسلطة من غيره.
تلك لحظة كيد وهوس حقدي مزقت أعماقنا وصيرتنا نشكك في أنفسنا، ونغامر بكل المكتسبات العامة والخاصة، من جمهورية وحرية وكرامة وديمقراطية.
جاءت فعالية إحياء الذكرى السابعة كفرصة تاريخية لإثبات تجاوزنا للماضي وإعادة هيكلية المشهد السياسي برمته، وخلق صورة تلاحمية متماسكة من كافة القوى الوطنية والسياسية والحزبية التي استوعبت أن البقاء في براثن الماضي يمكن عدو الجميع من التهام طموحاتنا النضالية ووعينا الجمهوري وبقائنا مبعثرين نعجز عن طي صفحته واجتثاث وجوده.
لم يكسب عدونا نجاحه من ضعفنا في ردعه؛ وإنما من تعويله على خلافاتنا وانسداد أفق تلاحمنا، وبقاء تناحرنا شاخصاً يفتت حماسنا وشغفنا، ويقلل من كرهنا وبغضنا له، وإهدار هذا الكره فيما بيننا، ليتساوى في نظرنا قبحه وخلافاتنا البينية وقد صرنا جميعاً في خندق واحد نسعى للخلاص منه.
احتضنت المخا بشموخها التاريخي موقفاً تاريخياً مختلفاً صادماً لكثير من المغردين خارج سرب الواقع السياسي أو من قطعان وسدنة الكهنوت الذين يحاولون إلهاءنا عن اتخاذ خطوة تسحق بقائهم الجاثم على اليمن دولة وشعباً، ومحاولة حشرنا في نقطة الكيد والحقد التي تسللوا منها إلى وطننا وحياتنا.
مواقف شجاعة داست على الأحقاد وكلمات سياسية مؤثرة صدحت بها القوى السياسية في الفعالية، كانت أبرزها كلمة القائم بأعمال الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، التي مثلت خارطة طريق تؤسس لمشروع وطني فاعل والالتحام في صف وطني جمهوري واحد طامح لاستعادة الدولة من قبضة الكهنوت ومرتزقة الفرس والمتاجرين بأرضنا وقضيتنا.
وفي المقابل كانت رؤية المكتب السياسي للمقاومة الوطنية أكثر ترحيباً واحتفاءً بمثل هذا التحول الكبير والعمل المشترك سياسياً وعسكرياً تحت أفق الجمهورية ومكتسباتها الثورية ونضالاتها الوطنية.
أمل كبير وتطور مبهج قادر على إعادة ترتيب الصف الوطني والخروج برؤية مشتركة معبرة عن موقف واحد وغاية واحدة.
لم تكن ثورة الثاني من 2 ديسمبر إلا موقفاً مشرفاً وعملاً شجاعاً بصق على جبهة الكهنوت واستدعاءً لحقيقة كل يمني حر يمقت الإمامة وينبذ عودتها، ويحتسب للشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه إثباته أن الوطن أسمى من كل حقد والجمهورية أعظم من كل خلاف، والشهادة في سبيلهما شرف وكرامة وليس جبناً ومهانة.
فمن دفع روحه ثمناً لموقفه الرافض للاستعباد واستشهد معظماً ومبجلاً للجمهورية والحرية والكرامة فهو قائد شجاع ووطني جم وملهم جسور ختم حياته بالحث على مقارعة الطغيان وإنكار الاستسلام والقبول بمشروع إمامة جديدة يعيدنا إلى الوراء.
وحده الرمق الأخير وكلماته الوطنية من تبقى خالدة في سيرة كل فرد، ومنها تستوحي الأجيال قدرها وتحذو حذوها؛ لأنها الحقيقية التي لا يمكن محاكمتها أو إهمال مصداقيتها أو التشكيك في رسوخها وثباتها.
علينا الانطلاق بكل جموعنا وهواجسنا وأحلامنا للقضاء على عدونا جميعاً بلا استثناء، فخلاصنا في اتحادنا ويقظتنا ونسيان جراحاتنا، فما من جرح أشد ألماً من بقاء الحوثي يتحكم بمصيرنا وإرادتنا.