أشاد الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب، بالمواقف التاريخية والنضالية الخالدة للزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، وانتماءه الثابت للجمهورية طيلة حياته حتى استشهاده في ثورة الثاني من ديسمبر ضد المشروع الإيراني وأدواته مليشيا الحوثي الإرهابية.

وأكد البركاني، في كلمة له خلال احياء الذكرى السابعة لاستشهاد الزعيم والأمين، على الدور المحوري للزعيم الشهيد في بناء اليمن، وتعزيز العلاقات الإقليمية، "ومواقفه الصلبة بشأن القضية الفلسطينية".

وسلط البركاني الضوء على المواقف الشجاعة والاستثنائية للزعيم علي عبدالله صالح في مواجهة الشدائد والتحديات، وقراره التاريخي بتفجير الثورة التي لم تكن "سوى ومضة من سيرة القائد الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح... الشهيد الحي الذي ثار لكرامة شعبه وحريته الممتدة بين أزيز الطلقة وفوهة البندقية"، وفق تعبيره.

وشدد على أن ثورة الثاني من ديسمبر "لم تمت ولم تطمس حقائقها؛ فقد وضعت البذرة النبيلة التي يسقيها الشعب اليوم وغداً في نضاله الدائب للتخلص من الحفنة الطائفية الخبيثة واستعادة اليمن حراً موحداً وكريماً".

ودعا البركاني اليمنيين كافة إلى التوحد في مواجهة الخطر الوجودي لهزيمة الحوثي وهزيمة المشروع الحوثي واستعادة السلام إلى البلاد، مثمنا الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لليمنيين في هذه المحطة المفصلية.

نص الكلمة :

من هذه البقعة الطاهرة مدينة المخا... من مدينة التاريخ الذي عرفها العالم منذ قرون من الزمن وشاع اسمها في معظم أرجائه، أحييكم ومن خلالكم أحيي الشعب اليمني وكل التواقين إلى الحرية والوحدة والديمقراطية المؤمنين بالدولة الديمقراطية وحق الشعب حكم نفسه بنفسه وإعلاء دور المؤسسات ورفع راية اليمن الجمهوري خفاقة على كل ترابه.
وبدايةً أهنئكم وشعبنا اليمني المجيد بالثلاثين من نوفمبر يوم جلاء المستعمر عن أرضنا وانتصر شعب وسقطت إمبراطورية، لتعيش اليمن حرة كريمة في ظل الاستقلال والسيادة الوطنية.

الاخوة والاخوات..
وإني هنا وأنتم لا نقيم مأتماً للعزاء رغم هول الفاجعة، لأننا نعرف كل المعرفة أن تجمعنا في يوم استشهاد المناضل الكبير الرئيس علي عبدالله صالح ورفيقه الأمين عارف الزوكا، هو في يوم وفائنا لسيد الوفاء وعنوان التضحية والفداء، لذلك الرجل الفذ الذي صدق العهد ولم يبدل، واستشهد زاهياً، وندرك جميعاً أن مثله لا يحتفى بمأتم عليه ولكنها لحظة من لحظات تجليه في حياته ومماته.
وإذا كان لنا في البدء من سيرة نستهل بها ذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر والرابع من ديسمبر واحتفالنا، فليست سوى ومضة من سيرة القائد الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح، البطلُ الذي نتمثل روحه الوطنية المحلقة في قلوب جماهير شعبنا اليمني العظيم والأملُ المشرع في آفاق عيوننا والحلم الساكن في أعماق قلوبنا والشهيد الحي الذي ثار لكرامة شعبه وحريته الممتدة بين أزيز الطلقة وفوهة البندقية.
رجل أوفى بالعهد الذي قطعه على نفسه يوم وضعه الشعب على حافة الخطر، وأُسندت إليه مسؤولية القيادة عند اللحظة التاريخية العصيبة في 17 يوليو 1978م، فنهض بالمسؤولية ومضى يخاطر ويتحدى ويحقق وينجز، ثم كان وفياً لمبادئ ثورة 26 سبتمبر فراح يكتب في الواح التاريخ، وفي صفحاته أروع الملاحم التي نقلت اليمن من هوان التخلف إلى ذرى المجد.
وليس بوسعي ولا في المقام ما يتسع أن أقوم بجولة مطلة على ربوع الوطن تحصي المآثر العظيمة التي ارتفعت شامخة في عهده الزاهر... ذلك كتاب مفتوح بين أيدينا نقرأه الآن، ولسوف تقرأه الأجيال من بعدنا على مر العصور، وتخلده الأرض والانسان اليمني لأنه الخالد حقاً، ولأنه رجل المنجزات وقائد التحولات، وفيلسوف التطور والبناء والنماء ورائد الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.

أيها الاخوة والاخوات...
لو أنني اكتفيت بالقول إن علي عبدالله صالح كان رمزاً للوفاء ثم سكت دون أن أزيد أو أضيف فقد تجرأت على الحقيقة، ذلك أن الرجل كان رمزاً للطموح... ورمزاً للجسارة والكبرياء.. ثم كان مثالاً للنبل الانساني بأفصح معانيه.
وفي تجليات طموحاته الوطنية؛ وهو من جسد أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، انجازات تفوق ما تصورتها الطلائع الوطنية الأولى التي صاغتها، وهو أعطاها تفسيرات تستلهم روح العصر بمتغيراته المتلاحقة، وأقول بعبارة أخرى إن علي عبد الله صالح، ارتقى بأهداف الثورة من ضيق الكلمات إلى رحاب المعاني قبل أن يكرسها حقائق على الأرض ناطقة بالتقدم والانبعاث الحضاري.

وقد اقتضاه هذا أن يتوسع بالرؤية عبر حوار وطني خلاق أثمر وثيقة نظرية متكاملة وأداة ثورية فعالة، فكان الميثاق الوطني دليلاً للعمل وكان المؤتمر الشعبي أداة للحركة، ثم مضت المسيرة وثابةً منتصرةً في طريق شاق وطويل، تلتها مسيرات أخرى لم تكن أقل شأناً من تجاوز الاقتتال بين الشطرين إلى وحدة الأرض والإنسان اليمني، منجزات ستصونها الأجيال وتشرئب أعناق اليمنيين بها وتعلو هاماتهم ، ويحسب لعلي عبدالله صالح أنه عبر بنا إلى شاطئ الأمان عند كل الأزمات والمهمات والأحداث الجسام، وفي كل الظروف والصعوبات ولحظات القلق التي كنا نعيشها نتيجة الأحداث المروعة، ويحاول البعض أن يزج اليمن فيها، أو يوجه له السهام.

نعم..
وهنا نقول كلمة حق، الحق الذي لا يصدر إلا عن النفوس الشريفة، أن ليس من سبيل أو أهمية لاسترجاع المخاطر والتحديات التي صادفتها المسيرة في ذلك الطريق الوعر، ولكن من المهم أن نتذكر أن الرجل اقتحمها بجسارة واستطاع أن يدير علاقات بلاده مع محيطها الإقليمي والدولي بمرونة ودهاء، وفق قواعد حفظت لليمن استقلاله وعزته وقراره الوطني.
وفي المحيط العربي بالذات  حرصت اليمن بقيادته على علاقات متوازنة مع جميع الأشقاء، تقوم على تمتين الروابط القومية وعلى التعاون المثمر في شتى المجالات، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أوفي إطار الجامعة العربية فضلاً عن العلاقات المتميزة مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، التي أوشك اليمن ان يكون جزءاً لا يتجزأ منه ويسير في ركابه، وتشكل إضافةً إيجابيةً على وجوده، ويرتقي بأواصر العلاقة وقيم الإخاء مع اشقائه وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية إلى أعلى حدود العلاقات، بعد أن استطاع البلدان إنهاء أزمة مزمنة هي أزمة الحدود بين البلدين التي طال مداها سبعين عاماً، وشكلت في كثير من المراحل حالةً من قلق المواجهة والصدام المسلح.


الاخوة والأخوات...
إن الحديث عن علي عبدالله صالح على المستوى الوطني والاقليمي، يقودنا لا شك إلى مواقفه الصلبة بشأن القضية الفلسطينية، ولا أظن أحداً منا ينسى أن القضية الفلسطينية ظلت حاضرةً في قلب وعقل وضمير علي عبدالله صالح، وأننا لنشعر بفداحة غيابه اليوم مع ما نرى من حملات التنكيل والحروب التي لا تنقطع لتصفية القضية الفلسطينية… وقد نتذكر في هذه الساعات المريرة مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح، بإرسال المقاتلين لدعم الثورة الفلسطينية، كما في كل المحطات التي وقف فيها اليمن سنداً ودرعاً حامياً للشعب الفلسطيني.
وأحسب فيما يرى الكثير من الناس أن ما جرى في السنوات الاخيرة من استهداف لتدمير بلدان عربية بذاتها، كانت وراءها رغبة مؤكدة لخلق مناخ مواتٍ لتقويض حلم الدولة الفلسطينية وتصفية وجودها، وانتم تشاهدون اليوم حجم المآسي والجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين وامتد إلى لبنان، فخفتت الأصوات العربية واستكانت بل يصح القول إنها استسلمت.

الاخوة والاخوات ..
مع كل ذلك، فإن كلمة الحق تقتضي القول إن "علي عبدالله صالح" في كل مراحله لم يهيمن عليه العنف، ولم يتحكم به فيلجأ لخيار السلاح والسجون والمعتقلات مع خصومه، بل كان شعاره دائما وايمانه:
((جَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))...
((فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))...
حتى في أصعب الظروف وهو يواجه الموت محترق الجسد وأشلاء ممزقة، كان صاحب الحكمة وتجلى فيه النبل الانساني، ليمنع الثأر والانتقام والخيار إلى العنف، ويدعو في لحظة رهيبة إلى عدم استخدام القوة، كما بادر إلى تقديم تصور يقطع الطريق على دعاة الحرب، بتخليه عن السلطة بموجب المبادرة الخليجية التي صممها هو بنفسه.
ولأنه ابن للشعب اليمني وواحد من رجاله، فإن يوم خروجه من قصر الرئاسة لم يجعله يغادر ساحة العمل الوطني، وبقي بإرادة وتفويض المناضلين في المؤتمر الشعبي العام زعيماً وقائداً، مارس دوره النضالي على شفرات حادة عند حافة الهاوية، حتى رأى الارتداد الصارخ عن جمهورية 26 سبتمبر من قبل الحوثيين الموالين لبلد ونظام غارق في أضابير التاريخ، فقرر أن يقود ثورةً جديدةً في الثاني من ديسمبر تقض مضاجع حثالات  الأئمة وتدحض ادعاءاتهم؛ الادعاءات التي ما أنزل الله بها من سلطان وهم يعلمون علم اليقين أن الشعب اليمني قد شب على الطوق وبلغ سن الرشد ولم يعد يقبل الوصاية، وناضل حتى تحقق له ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر،  ذات الأهداف الواضحة والجلية والتي لا يمكن الارتداد عنها او النكوث بها.

ومع كل ذلك نقول إن كانت قد أخفقت ثورة 2 من ديسمبر، فهي لم تمت ولم تطمس حقائقها؛ فقد وضعت البذرة النبيلة التي يسقيها الشعب اليوم وغداً في نضاله الدائب للتخلص من الحفنة الطائفية الخبيثة واستعادة اليمن حراً موحداً وكريماً.

ويكفي الزعيم علي عبدالله صالح أنه قاتل حتى آخر طلقة، ولقي ربه مع رفيقه عارف الزوكا رحمهما الله في الرابع من ديسمبر وهو يقاتل غير هياب ولم ينحن او يركع او يستسلم، وأوفى بعهده أنه سيعيش ويموت على ثرى اليمن الطاهر، أوفى بوعده رافضاً كل الوعود والمحاولات التي بذلها الأشقاء والاصدقاء لتأمين سلامته وإخراجه من البلاد، فأبى إلا أن يحافظ على كبريائه وعلو روحه مثله مثل عظماء التاريخ، ونبلاء القرون الوسطى في أوروبا وعلى غرار ابطال التراجيديا الإغريقية مات علي عبد الله صالح بطلاً اسطورياً، وانطوت معه صفحة باهرة في تاريخ النضال الوطني باليمن.

الأخوة والأخوات..
لقد طُويت صفحة زاهية بالفعل لكن صفحة أخرى زاهية في الطريق، إلى أن تنفتح بفضل الكفاح المرير والمجيد الذي يخوضه الشعب من أجل الانتصار على أنصار الظلام وأن النصر قادم لا محالة، وأن اليمنيين في كل المناطق وبدون استثناء، يحملون راية النصر وسيقتلعون الإمامة من جذورها إن شاء الله.

نعم...
نقول ذلك ونحن على ثقة وعلى موعد مع النصر لأننا نخوض ذلك النضال بدعم منقطع النظير من أشقاء كرام أوفياء بذلوا الدم والمال من أجل قضيتنا، وإن كل كلمات الثناء لا تكفي للتعبير عما تكنه قلوبنا وما يستحقه إخوتنا في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وإني لأقول لكم أيها الأحبة أننا نشعر بالعرفان لأهلنا في بلد الكبرياء، المملكة العربية السعودية التي كانت وما زالت وستظل اليمن في سويداء قلبها، وفي جل اهتمامها وشريكا له في السراء والضراء، وتذود عن حياضه وتقدم من الدم والمال والسمعة من أجله وتواجه معه كل المشاريع المشبوهة.
ومن منطق الاعتراف بالفضل إلى أصحاب الفضل، نقولها كلمة حق ((لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)).
إن أبناء عبدالعزيز لم يبخلوا يوماً عن نصرة إخوانهم اليمنيين ودعمهم واستيعاب الملايين منهم، أقول ذلك ليس من قبل التكتيك السياسي أو المرونة الدبلوماسية عندما ننسب المعروف لأهله، بل على العكس من ذلك يكون عدم اظهار الحقائق هو نكوصاً عن الواجب، وهذا ما يدفعنا دوماً الى الاشادة بأشقائنا في المملكة العربية السعودية التي تقف إلى جانب بلادنا عند كل محنة وفي كل ضائقة، وعندما داهمها طاعون الحوثي يدمر ويقتل ويشرد، كانت السعودية مبادرة بقيادة تحالف دعم الشرعية، بهدف استعادة الاستقرار والأمن والدفاع عن الثورة والجمهورية.
وهي نفسها التي بادرت إلى دعم الاقتصاد والحفاظ على التوازن باكراً بالودائع المتتالية لدعم استقرار العملة، وتمويل المشاريع التنموية في مجالات مختلفة كالطاقة والطرق والبنى التحتية والتعليم والصحة، وكذلك الدعم الانساني من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية الذي نفذ العديد من المشاريع، هذه هي  المملكة التي نرفع التحية لشعبها الشقيق وملكها المفدى الملك/ سلمان ابن عبدالعزيز، وولي عهده قائد التغيير والحداثة والتطوير رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير/ محمد بن سلمان اللذين سيخلدهما التاريخ وقد حفرا مكانتهما في أعماق قلوب اليمنيين.

ومع كل هذا الدعم الهائل والمحمود، فإنه يرضيني أن أقر أمامكم بأننا مدينون لأشقائنا الكرام في الإمارات العربية المتحدة، أنهم  منعوا عنا الظلام وزودونا بإشعاعات كثيرة من النور والضياء والبهجة، إن إخوتنا  في هذا البلد الحبيب لم يتركونا لعبث المؤامرات ولا لهو المصادفات، وإنما اخذوا بأيدينا وقدموا لنا كل أشكال الدعم، وما نراه هنا في المخا وفي مناطق يمنية مختلفة شاهد على ذلك، حيث هبطت الحضارة لتطوي سنوات الظلام وهناك في أكثر مدن اليمن في الجنوب والشرق من الكهرباء إلى الصحة والتعليم والطرق وغيرها، ويكفي أني أقف اليوم أمامكم وأنتم هنا في أمن وأمان، بفضل الله ودولة الإمارات التي بفضلها تمكن الأبطال من دحر فلول العهود السوداء.

نعم..
إن إمارات الشيخ محمد بن زايد القائد الإنسان نراها استمراراً للقامة الشامخة، القائد العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ونرى فيها الأخوة العربية وارتباط الدم والدين واللغة وصلة القربى.
ومن هنا أقول لكل القيادات آن الأوان لنبذ الخلافات وإيقاف التباينات، والعمل معاً لإسقاط العصابة الحوثية والمواجهة الحتمية التي لا تقبل المراوحة، وإني أرى هزيمة الحوثيين رأي العين، بعد أن طغوا وبغوا وتجبروا وعاثوا ولاثوا بشعبنا اليمني، وانتزعوا اللقمة من حناجر الجائعين والبسمة من أفواههم والفرحة من محياهم، وصارت حياة الشعب اليمني في ظلهم مأتما وأحزانا وسجونا، وزنازين وبغيا وعدوانا.

دعوتي للأخوة في مجلس القيادة وفي مقدمتهم فخامة الأخ رئيس مجلس القيادة الدكتور/ رشاد العليمي، أن تستمر عزيمتهم وقراراتهم الحكيمة لإسقاط الانقلاب لأنه لا سبيل للوصول إلى صنعاء بدون هزيمة الحوثي ومشاريعه، ولأن وثائق الاستسلام او دعوات السلام التي يطلقها الأشقاء بحسن نية ليس لها مكان لدى الحوثيين، ولأن الحوثي ليس شريك سلام وأن المحاولات الداعية للاتفاق هي محاولات عبثية.


نحلم بالسلام ونحن بُناته ونؤمن به، وقد تربينا على الحوار والسلام، ولكن العصابة الحوثية لا تعرف للسلام طريقا، ولا للأخوة والحوار مكانا، ولا للحرية والديمقراطية سبيلا، ولا للمشاركة السياسية وشراكة الاوطان ضميناً، عصابة جُبلت على العنف والقتل والسلب والنهب، ورثت ذلك عن اسلافها من الأئمة الذين لا يعرفون إلا الجباية والافقار والظلم والضيم والاستبداد.

على ((قدر أهل العزم تأتي العزائمُ))
وأقول للمترددين والمتوددين:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه... وأيقن انا لاحقون بقيصرا
فقلت له لا تبـــكي عيناك إنــما ... نحقق نصرا او نموت فنعذرا

أقول قبل الختام، ليس لنا من تلاحم الصفوف واستعادة الدولة أي مفر وأن الحوثيين اليوم بما يصنعون ويمارسون، جهاراً نهاراً قد تجاوزوا الحدود وان البداية والنهاية لهم قد حانت وأنهم أشبه بمن يسعى إلى حتفه بظلفه، فهيا إلى معركة العزة والكرامة؛ معركة استعادة الدولة والنظام الجمهوري والديمقراطي، خيراً من الاستجداء والمراهنات الخاسرة.

شكراً خالصاً وتحية من الأعماق باسمي وباسم الحاضرين جميعاً ومن كل التواقين إلى النصر، لك يا قائد المقاومة العميد/ طارق صالح، لقد اتخذت القرار الصحيح واخترت الرؤية الثاقبة، وورثت عن الزعيم المناضل يداً تبني ويداً تقاتل، كما نحن فخورون اليوم بما نرى من قوات على أرض المخا والساحل، وبما نشاهد من منجزات عملاقة نرفع لك القبعات، ونشد على يديك وانت المقاتل والمناضل،  ورجل التنمية والخدمات.

تحيةً لكل القوى المقاتلة في هذا اليوم العظيم.. من حراس الجمهورية ورفاقهم القادة في العمالقة والقوات التهامية، تحيةً تملؤها العزة والكرامة لكل جندي مرابط في مواقع الشرف في كل جبهات القتال على طول اليمن وعرضه، فاليمن والعالم العربي يزهو بكم ويفخر بمآثركم، وما تصنعونه من معجزات لدحر المشروع الإمامي الإيراني البغيض واحباط عدوانه الغاشم على الوطن، ومؤامراته التي تهدف إلى النيل من أمننا وأمن اشقائنا وجيراننا في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ولن ينسى ما صنعتموه بدمائكم الزكية ونضالكم البطولي وايمانكم المطلق بالله والوطن والثورة.

ختاماً وللزعيم الشهيد نقول:
تحية لك فخامة الأخ الرئيس الدكتور/ رشاد العليمي، وأعضاء مجلس القيادة، وإني اتمنى ان أراكم بالبزة العسكرية تقارعون أذرعة إيران، ودعاة المذهبية والطائفية والمناطقية وتسقطون مشاريعهم.
ولا يفوتني بالختام ان أرسل الأنات والآهات والآلام الى أشقائنا، على ما وصل إليه شعبنا اليمني من حال في الوضع الاقتصادي والوضع المعيشي، ((وإني لا ثق أن الشقيق عند الضيق، لن يخذلنا، ولن يخذلنا، ولن يخذلنا)).
فما كان لضحى الأمنيات والتضحيات الجسمية أن تشرق في سمائنا أيها القائد الشهيد دون أن يسبق فجر نبوءتك ونضالاتك ووصيتك التي لا تموت.. فمثلك لا يموت..  وأنت الذي قاتلت في فلك إرث الشهداء، تستنير بإشعاع الثورة اليمنية، متكئاً على إرثك النضالي الشجاع، حين أعلنت وصايا الانتفاضة الشعبية، ومضيت نحو السماء تعانق روحك الطاهرة صيرورة البقاء الأبدي.. وصايا أطلق فيها نفير اللحظة واستنفر فيها معاني التضحية والفداء ضد عصابة حوثية كهنوتية، حتى نلت الشهادة بشرفٍ، رافعًا رأسك وسلاحك للدفاع عن تراب الوطن محتفظاً برائحة الشهداء وعبق تاريخهم.


أيها القائد الشهيد علي عبد الله صالح.. لقد حكمت فعدلت.. فانتصرت، للأهداف والقيم والمبادئ والثورة والجمهورية والديمقراطية وجسدت سفراً خالداً في التضحية والصمود ونهجاً نضالياً وأسلوب حياة، يتعين علينا أن نرسخ ملامحه في مفردات أجيالنا وأطفالنا وفي مناهجهم، وأناشيدهم وفي حكاية أيامهم وتعابير وجههم، وتلك حكاية التاريخ وحتمية الزمان.


الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
النصر على الاعداء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية