في لحظة تاريخية فارقة، أعلن الزعيم علي عبدالله صالح عن ثورة 2 ديسمبر ضد مليشيات الحوثي، واضعاً حداً لما تخيله البعض تحالفاً أملته الظروف. لم تكن تلك اللحظة مجرد مواجهة سياسية؛ بل كانت تعبيراً عن رفض الشعب لسيطرة فئة تسعى لفرض أجندتها بالقوة. ديسمبر كان نقطة تحول أظهرت أن اليمنيين، رغم الظروف القاسية، يرفضون الخضوع للاستبداد مهما كانت التضحيات.

حين وقف الزعيم صالح ليقول كلمته الأخيرة، كان يدرك أن القَدَر قد لا يمهله طويلاً، لكنه آمن بأن القضية أكبر من شخصه. لم تكن الثورة مجرد حركة عابرة، بل أسساً جديدة وُضِعت لمواجهة فكرة خبيثة تحركها نزعة طائفية وعنصرية وأجندة فارسية، فأعادت ٢ ديسمبر الأمل في استعادة الجمهورية. كان الثمن فادحاً، لكن هذه الانتفاضة أثبتت أن الطغيان، مهما بدا قوياً، سيواجه دائماً بمقاومة لا تموت. ديسمبر كان بداية مسار طويل، والتضحيات التي قُدمت فيه شكلت أساساً لنضال مستمر.

قدم مسار 2 ديسمبر دروساً مهمة في التأكيد على أن الوحدة الوطنية ضرورة وجودية، والتضحية هي الثمن الذي لا مفر منه لتحقيق الحرية. هذا الكفاح التاريخي علمنا أن المقاومة ليست خياراً؛ بل واجباً عندما تُنتهك الكرامة وتُسلب الدولة.

منذ اندلاع شرارة الثورة في الثاني من ديسمبر، يخوض اليمنيون صراعاً شرساً ضد المشروع الطائفي للمليشيات الحوثية المدعومة من ايران. ورغم التحديات الجسام التي تواجهها الثورة، إلا أن الشعب اليمني يثبت يومًا بعد يوم صموده وإصراره على استعادة دولته؛ فالمقاومة الشرسة التي يبديها اليمنيون في مختلف الجبهات وحالة الرفض للمليشيات في المحافظات التي تحتلها وانكشاف زيفها خير دليل على أن روح ٢ ديسمبر لا تزال مشتعلة وهي وقود لمعركة وسلاح وغاية سيُذَلل في طريقها الرجال كل وسيلة.

بالنسبة لليمنيين، ذكرى 2 ديسمبر ليست مجرد تاريخ عابر؛ بل محطة يتذكرون فيها تضحية الزعيم صالح ورفيقه الوفي عارف الزوكا ورفاقهم الشهداء وكل من آمن بمشروع دولة عادلة. لا يزال الشعب يتطلع إلى يمن يتسع للجميع، خالٍ من الطائفية والحق الإلهي، وستبقى هذه الثورة تمثل ركيزة صلبة لهذا الكفاح المقدس.

ثورة 2 ديسمبر ليست مجرد حدث مضى؛ بل نقطة تحول شكلت وجدان الشعب اليمني وأعادت تعريف النضال ضد الطغيان. واليوم، في ذكرى تلك اللحظة العظيمة، يجب أن نستعيد روحها، ونستلهم منها العزم لمواصلة الطريق نحو دولة تتسع للجميع، دولة الكرامة والجمهورية التي نحلم بها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية