الثاني من ديسمبر.. ثورة الحرية المستمرة في وجه الكهنوت الحوثي
مع إطلالة ذكرى الثاني من ديسمبر الحرية والعزة والكرامة اسمحوا لي، في البداية، أن أزف الفاتحة وأترحم على شهدائنا الأبرار، وعلى رأسهم الزعيم علي عبدالله صالح والأمين عارف عوض الزوكا، الذين نسجوا من أرواحهم أوشحة مجد وسقوا بدمائهم تراب وطن أرادوا له أن يتنفس الحرية ويستعيد كرامة صادرتها العصابة الكهنوتية، التي أطلت برأسها البشع بعد أن تخلص منها شعب نشد الحرية في السادس والعشرون من سبتمبر 1962 م.
أراد الزعيم والأمين أن يحررا الشعب ويكسرا قيود الكهنوت التي قيّد بها شعب الإيمان والحكمة، فأشعلا فتيل الثورة في الثاني من ديسمبر ودفعا الثمن غاليًا لأجل ذلك،
تلك العصابة الانتهازية من الحوثيين الروافض، ادّعوا في البداية بأنهم خرجوا ضد الجرعة ثم أذاقوا الشعب بعدها جرعات لا نهاية لها، واستغلوا وصولهم إلى السلطة فعبثوا بالدستور والقانون وبعثروا البقية الباقية من نظام الدولة، وكرسوا العنصرية والمذهبية والسُّلالية وشوهوا كل قيم العدالة والمساواة، وجعلوا خيرات الوطن حكرًا عليهم دون سواهم.
وصلوا إلى السلطة وتحولوا إلى معاول هدم وتخريب، وانقلبوا على المظلومية- التي ادّعوا بهتانًا أنهم خرجوا لأجلها- ومارسوا ضد أبناء الشعب أسوأ أنواع الظلم والحرمان، وأبشع أنواع الفساد والعبث بمؤسسات الدولة، وبسبب تعنتهم وعجرفتهم شاهدنا كل ما هو جميل في البلد ينهار أمام أعيننا، شاهدنا الحاضر والمستقبل وهو يتحطم على مرأى ومسمع منا، ومن حاول أن يتكلم أو ينتقد تصرفاتهم أو يطالب بحقوقه وقوت أولاده أخذوه وزجّوا به السجون والمعتقلات وجرعوه شتى أنواع التعذيب..
أدخلوا المرارة والألم إلى كل ﺑﻴﺖ، أثكلوا الأمهات ويتموا الأطفال ورملوا النساء ﻭأفقدوا ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷمهات فلذات أكبادهم ﻭشردوا الآلاف من الأسر في البراري والقفار..
أوقفوا كل آلات البناء والتنمية؛ إلا آلة الموت والدمار والخراب، ﻭأسكتوا كل صوت يرتفع مناديًا بالحرية والكرامة، وأعلوا صوت الرصاص ودوي الانفجارات..
جعلوا من إيذاء الناس وتشريدهم وتقتيلهم قُربةً لله والله منهم براء.. يتحصنون بالأبرياء ويطردون المواطنين من مساكنهم ويتخذون من منازلهم متارس ومخازن لأسلحتهم..
يدعون الوطنية الزائفة ويتغنون بالدفاع عن الوطن، الذي ليس له عدو غيرهم، قاموا بتجويع الشعب وتركيعه وإذلاله ومنعوا عن الناس حقوقهم ومرتباتهم وعاثوا في الأرض فسادًا وظلمًا وقهرًا لا مثيل له في تاريخ اليمن، وجعلوا من الشباب والأطفال وقودا لحربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ثم استكبروا على كل صوت يدعو إلى السلام ووقف نزيف الدم والدمار والخراب، الذي طال كل نواحي الحياة؛ لأن مصالحهم في استمرار الحرب والقتال ولأنهم ربما يعرفون أنهم سيصبحون في خبر كان إذا توقفت الحرب وسيعودون إلى كهوفهم الظلامية التي أتوا منها؛ لأن الشعب قد ضاق منهم ذرعًا ولا يطيق العيش معهم.
أقسم إنّا لمنصورون وللسلالة الحوثية قاهرون، وستعود عاصمتنا صنعاء، ولأجل عجرفتهم سننسى خلافاتنا مع الآخرين وسنوحد صفنا ونقيم دولة النظام والقانون ونعيد مؤسساتها وننشر العدل والحرية ونستعيد الكرامة لكل أبناء الشعب، وسيعم الأمن والاستقرار والتنمية كل أرجاء وطننا المختطف؛ وكما كانت الإنطلاقة من عدن الباسلة إلى الساحل الغربي سيأتي النصر وتنطلق قوافل التحرير عروس البحر الأحمر الحديدة إلى المحاصرة عاصمة الثقافة تعز إلى الأسيرة إب الجمال إلى المقيّدة ذمار إلى المختطفة صنعاء الأم ومنها إلى كل محافظات الجمهورية.. سنطهر كل مدننا من رجسهم وجبروتهم وطغيانهم على ضعفائها الذين أذلوهم وقهروهم واستعبدوهم.
أمامنا خياران لا ثالث لهما؛ إما أن ننتصر وإما أن ننتصر، لهذان الخياران أشعلنا ثورتنا الثاني من ديسمبر وبدأنا ولن نتراجع أبدًا مهما كلفنا الثمن ومهما كانت التضحيات، فليحاولوا أن يتذكروا جيدًا من نحن.
استبشري يا عاصمتنا الجميلة صنعاء؛ فنحن عازمون على العودة إليك لنخلع عنك لباس الذل الذي أسدله عليك الكهنوتيون ونستبدله بلباس الجمهورية ونكسو جبالك ووديانك براية الوحدة المباركة.
نحن اليوم حيث فكرنا بالأمس وسنكون غدًا حيث نفكر اليوم؛ فشدوا العزائم أيها الأحرار، شدوا العزائم وأغلقوا نافذة اليأس، وافتحوا نافذة الأمل التي ترسل شعاع الهمم العالية إلى قلوبكم لتوقد نيران الحماسة والإقدام في نفوسكم.
معركتنا اليوم تتطلب مضاعفة الجهود والمزيد من الحزم والثبات أمام ذلك الفكر المزلزل للعقول والحقد المدمر للمجتمعات.. يجب أن تتشابك الأيادي، وتتضافر الجهود، وتلتحم الجماهير في قوة السيل الجارف والبحر المتلاطم من البشر، ليقفوا في وجوههم؛ فقد شبعنا صمتًا وذلًا وخنوعًا.
بالروح بالدم نفديك يا يمن
تحيا الجمهورية اليمنية