نجحت انتفاضة ثورة الجياع التي انطلقت في العاصمة صنعاء السبت 6 أكتوبر 2018م، بإحداث متغيرات كبيرة في مسيرة كفاح الشعب اليمني، ضد عصابة الحوثي الكهنوتية، فقد أثبتت أن معركته مع الكهنوت مصيرية، ولديه الكثير من الخيارات ماتزال مفتوحة، وأنه مهما كانت الضغوط لمنع حسم المعركة عسكرياً، فإنها لن تقف أمام إرادة وإصرار الشعب، في الدفاع على النظام الجمهوري، واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة، والتمسك بالنهج الديمقراطي والتداول السلمي السلطة، وذلك لن يتحقق إلا بالتحرر من العصابة الحوثية الكهنوتية.

 

لقد خرجت الجماهير يوم 6 أكتوبر إلى شوارع العاصمة صنعاء في مسيرة سلمية، تلبية لدعوة اللجنة التحضيرية (لانتفاضة.. ثورة الجياع) والتي تداولتها وسائل الإعلام، وشبكة التواصل الاجتماعي قبل أيام قليلة من موعدها.. عبرت عن رفض شعبي عارم لعصابة الحوثي وما ترتكبه من جرائم قتل، وتجويع وإفقار، وإرهاب بحق الشعب، الذي قطع على نفسه العهد بأن تظل انتفاضة الثاني من ديسمبر، التي قادها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام، مستمرة حتى تحقيق النصر، وطي صفحة الحوثي إلى الأبد.

 

اللافت أن الدعوة التي أطلقها منظمو انتفاضة ثورة الجياع لم تذيل باسم حزب أو تنظيم أو تشِر إلى أسماء قياداتها.. ولم يتبنَ أي مكون سياسي وقوفه وراء هذا الفعل الثوري السلمي.. كما لم يعلن أي من هذه المكونات موقفاً مؤيداً ومسانداً للانتفاضة، وأيضاً لم يصدر عنها إلى اليوم بيانات تدين وتستنكر الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون، ومنها جرائم الاختطاف للطالبات والطلاب واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.. ولم نرصد أي دعوة حثت أعضاءها للمشاركة في المسيرة السلمية.. وهذا يعني غياب الأحزاب عن تفاعلات المشهد وعدم علاقتهم بالمتغيرات التي تحدث بالشارع.

 

نعتقد أن هدف انتفاضة السبت، هو فضح ضعف الحوثي.. وجس نبض الشارع، بعمل وبروفة أولية على الواقع، بتلك الحشود التي خرجت من الرجال والنساء، بتزامن مع إغلاق التجار لمحلاتهم والتي تجعلنا نؤمن أن الانتفاضة ليست عفوية، وإنما عمل ثوري منظم، ينم عن وعي كبير وإدراك لخطورة المجازفة في فعل فوضوي قد يعطي فرصة لعصابة الحوثي لتصفية القيادات الوطنية وتبرير جرائمها بمزاعم مواجهة "عملاء العدوان".

 

نجاحات الانتفاضة

حققت انتفاضة الجياع في العاصمة صنعاء نجاحات كبيرة في مسار معركتنا الوطنية ضد عصابة الحوثي، حيث أعطت صورة واقعية لموزين القوى في المشهد، وأظهرت أن قوة الحوثي مجرد خرافة، وأن ذلك الاستنفار هو انعكاس لضعفه وعدم قدرته على التحكم، حتى ببعض شوارع العاصمة صنعاء.. ومن أهم هذه النجاحات:

 

- كسرت الانتفاضة عقدة الخوف في الشارع اليمني وهيأته لعمل نضالي متواصل.

- أظهرت أن الشارع اليمني أصبح مهيأً لاندلاع ثورة شعبية في العاصمة صنعاء، تعيد لثورة 26 سبتمبر المجيدة ألقها، وتقضي على عصابة الحوثي الكهنوتية.

- فتحت الانتفاضة أخطر جبهة ضد عصابة الحوثي، أربكت قياداتها التي ظلت توهم نفسها، وتتباهى بخطابها بأن العاصمة صنعاء تنعم بالأمن والاستقرار على عكس عدن المحررة.

- فضحت أكاذيب الحوثي وأساليب الدجل والتضليل التي يروجها عن انتصاراته المزعومة في الساحل الغربي وبالعمق السعودي، وقصف مطارات دبي وأبو ظبي، بينما هو في الحقيقة ارتعد خوفاً وهلعاً من مسيرة سلمية لطلاب وطالبات يحملون أقلاماً وكتباً.

- كشفت الانتفاضة أن عصابة الحوثي باتت تدرك اقتراب نهايتهم، بخروجهم لمواجهة عُزل بالدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة، وإجبار الزينبيات واستنفار ما تسمى باللجان الأمنية في المحافظات، لتلافي خروج الأوضاع من تحت سيطرتهم.

- خروج المواطنين والمواطنات للمشاركة في الانتفاضة وتحدي أدوات القمع والإرهاب، أكد أن الظروف الذاتية والموضوعية مهيأة لإحداث عملية تغيير من الداخل بعد توقف التقدم في جبهات القتال.

- أوصلت انتفاضة صنعاء رسالة للعالم وفي المقدمة إلى المبعوث الدولي أن مشكلة اليمن لن تحل إلا بالقضاء على الانقلاب، وليس بالحوارات العبثية التي تسعى للانقلاب على إرادة الشعب اليمني والقرارات الدولية والمبادرة الخليجية.

- ألهبت في الشارع عنفواناً ثورياً سيزلزل أوكار الحوثي، ومهما أفرط الحوثي في استخدم أساليب القمع والإرهاب، فلن يستطيع شعب يستمد إرادته من إرادة الله سبحانه وتعالى.

 

مؤلم جداً أن تصدر الحكومة الشرعية بياناً بلا موقف، وكان يترقب أن تعلن الحكومة تعليق الحوار مع الحوثة حتى يتم إطلاق جميع المعتقلين والمعتقلات، ونقل الجرحى للعلاج في الخارج، وضبط المجرمين المعتدين على العزل للمحاكمة.. لكن "طلعت اللقية سود..!".

 

نحيي الأبطال الذين خرجوا ثائرين ووقفوا بهامات شامخة، وهانت عليهم أرواحهم في أن يعيشوا وأقيال اليمن وماجداتها، يُذلون ويهانون ويتضورون جوعاً وتسفك دماءهم باطلاً من قِبل عصابة الحوثي الكهنوتية.. فخرجوا، ونجحوا بإسقاط الخوف، وأظهروا ضعف الحوثي على الواقع..


*نقلا عن نيوز يمن

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية