عن الحادث المروري للقائد
إن كان للنوائب من إيجابيات، فقد أظهر حادث السير العرضي الذي تعرض له موكب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، بمجرد تسريب خبر وقوعه، مدى حب الناس له، وشدة ثقتهم به وآمالهم المعقودة عليه وإيمانهم بالأهداف الوطنية التي يرفعها.
عجت وسائل الإعلام ومنصات التواصل ببرقيات تهاني اليمنيين بمختلف توجهاتهم، آملين له بالسلامة يشدون من أزره، ويدعون له بالصحة والعافية، وعلى الرغم من محاولات طمأنتهم بأن القائد بخير وبث تسجيل مرئي وهو يعاين مكان الحادث وتسجيل صوتي يؤكد فيه أنه بخير وسيلتقي بهم في ميادين العزة يظهر القلق على الحروف راجية منه النهوض لمواصلة السير أمامهم إلى جانب القادة اليمنيين الأبطال لخوض معركة السيف والقلم، مذكرين بخطاباته التي وعدهم فيها بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
والحقيقة أن ما أظهره الأحرار من حرص على رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وتشبثهم به وقلقهم على صحته أمر مبرر، فهو لهم الأمل في ظل سنوات الخيبات التي منينا جميعاً بها، فلم يعد في الوطن متسع لاحتمالية خسارة سيف يماني نراهن جميعاً عليه لكسب معركة الخلاص من بقايا الإمامة وهي المعركة التي ينتظرها كل حر، وهذه العلاقة الإيجابية بين القائد والجماهير ليست وليدة اللحظة بل ثمرة جهد دؤوب وعمل شاق لتحقيق تطلعات اليمنيين التي يصبون إليها.
وما أشبه ليلة الإعلان عن تعرض طارق صالح لحادث بالليالي التي تلت استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح، رحمه الله، في ديسمبر 2017، حينها تداولت وسائل الإعلام أخباراً محورها طارق صالح تلازمها عبارات "غموض يكتنف" و"مصير مجهول"، وتسريبات عن تعرضه لإصابة تفاوتت على ألسن العامة بين طفيفة ومتوسطة وخطيرة؛ كنت ما أزال في صنعاء وكان السكان رجالاً ونساءً يبحثون عمن يطمئنهم -ولو كذباً- أنه بخير، يسألون عنه ويدعون الله له بالحفظ من كيد الكائدين وتربص المتربصين، والنجاة إلى خارج مناطق سيطرة المليشيات. فكان ظهوره المفاجئ من شبوة فرحة عارمة لهم، وإعلان تأسيس المقاومة الوطنية ثم انطلاق عملياتها الفرحة الكبرى.
حفظ الله القائد طارق صالح، وأمده بالصحة والعافية.